استقرت العقود الآجلة للنفط الخام لسبتمبر إلى ارتفاع هامشي خلال تداولات منتصف الصباح في آسيا يوم الجمعة، حيث تنتظر الأسواق مؤشرات جديدة لتقرير بيانات الأسهم الأميركية وتوقعات النمو المتذبذبة، وعند الساعة 10:30 صباح الجمعة بتوقيت سنغافورة (02:30 بتوقيت غرينتش) ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر سبتمبر 2 سنت للبرميل أي 0.03 % عن استقرار يوم الخميس عند 63.41 دولاراً للبرميل، في حين كانت العقود الآجلة للنفط الخام الحلو الخفيف لسبتمبر في بورصة نايمكس 16 سنتاً للبرميل أو 0.29 % أعلى عند 56,18 دولاراً للبرميل.
وتدعم ارتفاعات النفط الخام الحلو الخفيف تجارة عملاقة النفط والغاز في العالم شركة أرامكو السعودية والتي تحظى بمزايا فريدة بقدرتها على إنتاج خمسة أنواع مختلفة من النفط الخام تشمل الخام العربي الثقيل، والعربي المتوسط، والعربي الخفيف، والعربي الخفيف جدًا، والعربي الممتاز، ما يمنحها المرونة لتحسين مزيج إنتاجها من النفط الخام بما يفي باحتياجات عملائها في جميع الأوقات، مستنيرةً بنظرتها المستقبلية وتقييمها لمتطلبات تكرير النفط المستقبلية في الأسواق التي تخدمها، كما تواصل الشركة استثمار قدراتها الهائلة في قطاع التنقيب والإنتاج لضمان وفائها بالطلب المتنامي في المستقبل.
وقال محللو «ايه إن زد» في مذكرة: «تمكنت أسعار النفط الخام من تحقيق مكاسب مع استمرار انقسام السوق حول التوقعات وسط إشارات متضاربة»، مبينين أن الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزون الولايات المتحدة من النفط الخام في وقت سابق من الأسبوع ظل نقطة محورية، ومع ذلك ظل التجار قلقين بشأن التوقعات الاقتصادية وسط الخلاف التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين.
وانخفضت مخزونات الخام التجارية الأميركية بمقدار 10.9 ملايين برميل، وهو انخفاض أكبر من المتوقع للأسبوع المنتهي في 19 يوليو، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء، وقال محللون: إنه على الرغم من أن هذا قدم دعمًا صعوديًا للأسعار، إلا أن ضعف مؤشرات الطلب وتوقعات النمو، إلى جانب عدم اليقين بشأن صفقة التجارة بين الولايات المتحدة والصين أبقت على مكاسب الأسعار، وقال بنجامين لو محلل الاستثمار في «فيليب فيوتشرز»: إن الضعف المستمر في البيانات الاقتصادية العالمية أوقف المكاسب الصعودية لأسعار النفط على المدى الحالي.
في حين أن المشاركين في السوق يتطلعون بتفاؤل لأنباء طيبة من استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم الاثنين في شنغهاي، وظل المحللون متشككين في أن الجانبين يمكن أن يتوصلا إلى اتفاق واسع لإنهاء الصراع التجاري الذي أدى إلى تباطؤ الصادرات الأميركية سواء للنفط والغاز الطبيعي المسال، أو للمنتجات الزراعية بما فيها فول الصويا وغيرها، وقدّر إجمالي عدد منصات الحفر الأميركية بـ1049، بزيادة 10 منصات عن المستوى المنخفض في منتصف يوليو، ويشكل ارتفاع مستويات إنتاج النفط الصخري الأميركي، وتراجع الزخم الاقتصادي العالمي، والشكوك التجارية القائمة ستقيد المكاسب الصعودية لعقود النفط الخام الآجلة بسبب المخاوف المتزايدة من جانب الطلب على المدى الطويل. وفي نفس المنحى من الارتفاعات حافظت أسعار العقود الآجلة لخام دبي القياسي على خام برنت على مدى ثابت عند نحو 2 دولار للبرميل في منتصف الصباح في آسيا يوم الجمعة، حيث عزز تشديد الإمدادات من زيت الوقود في آسيا التوجه للنفط الخام الحامض المتوسط في المنطقة، وعند الساعة 11 صباح الجمعة في سنغافورة (03:00 بتوقيت غرينتش) ارتفعت مبادلة العقود الآجلة بعقود المقايضة لخام برنت إلى دبي لسبتمبر أكثر قليلاً عند 2.06 دولار للبرميل، مقارنة بدولارين للبرميل في نهاية التداول في آسيا يوم الخميس.
وعادة ما تعتبر الخامات المرتبطة بدبي «مكلفة» عندما يضيق الخصم المرجعي لخام برنت إلى ما دون 3 دولارات للبرميل، وفقاً لتجار نفط، وأضافوا أن مبادلة العقود الآجلة بعقود المقايضة التي تحمل ما يقرب من دولار أقل من هذا المستوى لعدة أيام سوف تظهر الطلب القوي على درجات النفط الخام المرتبطة بدبي والتي تميل إلى أن يكون لديها ارتفاع في إنتاج زيت الوقود الكبريتي.
وقال متداول مقيم في سنغافورة: إن مبادلة العقود الآجلة بعقود المقايضة تبدو قوية قبل أن تجف إمدادات زيت الوقود قبل تنفيذ قرارات المنظمة البحرية الدولية، وفقاً لـ»قلوبل بلاتس»، وقدرت مصادر في سوق زيت الوقود أن كمية الشحنات المنتظمة من الخارج إلى سنغافورة من أوروبا والولايات المتحدة ستصل إلى ما بين 2.5 إلى 3 ملايين طن متري في يوليو، بانخفاض من نحو 4 ملايين طن شهريًا في وقت سابق من هذا العام.