تعد أسواق «العويس وطيبة» من أقدم وأشهر الأسواق التجارية في مدينة الرياض، إذ تأسستا قبل 30 عامًا، واكتسبا شهرتهما كونهما مركزين تجاريين منفصلين ومتجاورين، يقعان في مكان 30 ما يزيد عن استراتيجي شمال مدينة الرياض وبين أبرز طرقها (شارع العليا العام، وطريق الملك الفهد) مما يسهل الوصول لهما من الشمال والجنوب. وبعد سنين من العشوائيات والمخالفات التي عانى منها المركزان التجاريان، لجآ أخيرًا إلى ما يعرف بـ «اتحاد الملاك» إحدى مبادرات وزارة الإسكان، والذي ساهم بإعادة التنظيم والترتيب بعد اتحادهما بعد أن أسس كل منهما اتحاد ملاك منفردًا، واضعين حدًا 2018 فيما بينهما كاتحاد ملاك مزدوج عام للمخالفات والعشوائية التي كان يعاني منها المجمعان في السابق.
ويضم المجمعان التجاريان نحو 1040 وحدة عقارية، موزعة الوحدات بين سوق طيبة بواقع 480 محلاً، وسـوق العويس 559 محلاً، وبعد اتحادهما أصبح الاتحاد عين الدولة في السوق، كونه يتابع جميع المخالفات ويعمل على إزالتها كمتابعة ما يباع في البسطات، ومتابعة السوق وما يحدث فيه عمومًا بصفة كاملة.
ويعقد الاتحاد عدداً من الاجتماعات الدورية بين الملاك لتعميق التعارف فيما بينهم، ومعرفة المشكلات التي تواجههم في السوق، وحلها بشكل سريع، علاوة على السماع للاقتراحات والملاحظات من الملاك، بالإضافة إلى ذلك يعقد كل اتحاد على حدة اجتماعات أسبوعية خاصة لبحث كل ما يتعلق بالسوق؛ ويتم تجديد شهادة الاتحاد بعد عقد جمعية إغلاق مالي نهاية كل فترة مالية. وأسهم تأسيس الاتحاد في انخفاض المعارضين للبرامج التطويرية فــي السوق بشكل كبير وملحوظ بعد بداية اجتماعات مجلس إدارة الاتحاد، والخروج منها بقرارات وجدول أعمال انعكست على أرض الواقع وأسهمت في رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للزوار والمتسوقين، خصوصًا وأن السوقين يــشـهدان نسبة زيارة كبيرة جــدًا بسبب موقعهما المميز طوال أيام الأسبوع وخصوصًا في العطلات والمواسم، وتوفر عدد كبير مــن المحلات التي تبيع مختلف المستلزمات المنزلية اليومية مــن ملابس وأقمشة وسجاد وأوانٍ منزلية وأثاث، وحتى المصوغات الذهبية بأسعار منافسة وجودة متفاوتة.
كما نجح اتحاد الملاك الجديد بين السوقين فــي إتمام مشروع الدفاع المدني بعد أن كان المشروع متعثراً تنفيذه بسبب بعض الإجــراءات البيروقراطية، وذلك بمبلغ يتجاوز مليون ريال، بعد أن كان موقع السوق في انتظار كارثة حقيقية بسبب انعدام نظام متكامل للأمن والـسلامة يسهل وصول آليات الدفاع المدني، ويعمل على مكافحة الحريق فور حدوثه. وقد كان السوق يعاني من تراكم عدد كبير من مخالفات البناء والنفايات بطريقة بدائية وعشوائية في عدة مواقع من السوقين في ظل غياب الرقابة والتنظيم مما يشكل خطرًا كبيرًا على سلامة وحياة المتسوقين والعاملين في السوق عند حدوث أي حريق، إذ رصــدت مديرية الدفاع المدني بالرياض، في وقت سابق، عدداً كبيراً من المخالفات في موقعي أسواق العويس وطيبة تشكل خـطورة على الأرواح والممتلكات، تشمل مستودعات غير نظامية تستخدم لتخزين البضائع بشكل مخالف، بالإضافة إلى استغلال أروقة الأسواق وأسقف المحلات.