شهدت محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب سورية هدوءاً على جبهات القتال وتوقفاً للغارات منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند منتصف ليل الخميس الجمعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت دمشق الخميس، تزامناً مع انعقاد جولة جديدة من محادثات أستانا، موافقتها على هدنة في شمال غرب سورية شرط تطبيق الاتفاق الروسي التركي القاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل المعارضة والمسلحة. ورحّبت روسيا بالإعلان. وأفاد المرصد الجمعة عن “هدوء حذر في صباح اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء منذ قبيل منتصف الليل”.
وسجلت مراصد الطيران في إدلب آخر قصف جوي لقوات النظام ببراميل متفجرة على جنوب مدينة خان شيخون قبل دقيقتين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفق مراسل وكالة فرانس برس. وتنبّه خدمة المراصد السكان من أي طائرة حربية تتجه نحوهم. وتعتمد على مراقبين ميدانيين وأجهزة استشعار لرصد انطلاق الطائرات الحربية السورية والروسية. وما أن يتم رصد طائرة ما، حتى تُطلق المراصد صفارات إنذار في المنطقة المعنية كما يرسل رسائل تحذيرية عبر تطبيقات مختلفة على الهواتف الخلوية.
وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل، لا يستثني المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة تركزت في ريف حماة الشمالي.
ورصد المرصد السوري عدة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد في ريفي حماة وإدلب. وبحسب المصدر، استهدفت قوات النظام بنحو 50 قذيفة وصاروخ صباح أمس الجمعة أماكن في الزكاة والأربعين ولطمين ومحيط اللطامنة بالقطاع الشمالي من الريف الحموي، فيما لا تزال الطائرات التابعة للروس والنظام السوري غائبة عن أجواء منطقة “خفض التصعيد” منذ أكثر من عشر ساعات. جاء ذلك بعد إعلان مصدر عسكري سوري الخميس وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد في ريفي حماة وإدلب اعتباراً من منتصف ليل الخميس- الجمعة. وأطلقت القوات السورية عملية نهاية شهر مايو الماضي، وسيطرت على عدد من البلدات والقرى في ريف حماة، سقط خلالها مئات القتلى والجرحى من الجانبين، ونزح أكثر من 300 ألف شخص من مناطق ريف حماة وإدلب.