بعد نحو ربع قرن من انطلاقه، تجاوز عدد ضيوف برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة 53 ألفا و740 حاجًا وحاجة من مختلف أرجاء المعمورة، ويأتي البرنامج الذي انطلق في العام 1417 هـ سعيًا من قيادة المملكة وحرصها الدؤوب على تأمين سبل الحج وخدمة قاصدي البيت العتيق ليؤدوا نسكهم بكل يسـر وطمأنينة، وتشرف على البرنامج وتنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ضمن الجهود الخيرية للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ويهدف البرنامج إلى تقديم صورة جلية للوعي الإسلامي الوسطي المعتدل لهذه البلاد المباركة وقادتها، وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة، ووقوف المستضافين على ما تبذله المملكة من جهود في خدمة القرآن الكريم والحرمين الشريفين، وبذل كل ما من شأنه تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لأعداد كبيرة من المسلمين المؤثرين في مجتمعاتهم والمسلمين الجدد، كما يهدف البرنامج، إلى بناء علاقة إيجابية تتسم بالاستمرارية مع الكثير من النخب من مختلف دول العالم وفي شتى المجالات، وفتح مجالات أوسع للنخب المسلمة للتعاون والتنسيق فيما بينها من خلال تعارفها في البرنامج، وتوثيق الصلات مع الشخصيات الإسلامية ورموز الأقليات الإسلامية في العالم، وتعزيز الأخوة الإسلامية.
يذكر أن البرنامج انطلق في العام 1417 هـ عندما أصدر خادم الحرمين الشـريفين الملـك فهــد بن عبد العزيز آل سعود – رحمــه الله – أمرًا باستضافة، 1000 حاج مـن روســيا والشيشــان، ليتوسع البرنامج في العام 1420 هـ ويشــمل جنــوب شرق آسيا، وبعدها درج البرنامج على اسـتضافة 1000 حاج مـن جميع أنحاء العالــم، وفي العام 1433 هـ صدر الأمـر الكريـم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بـن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – باستضافة 1400 حاج من مختلف قارات العالم، إضافة إلى برنامــج حجاج فلسـطين لمدة خمسة أعوام منذ العام 1429، وعــدد المســتضافين فيه عشرة آلاف حاج خلال الخمسة أعوام بمعدل 2000 حاج سنوياً، وفي العام 1434 هـ تولى البرنامج استضافة 1000 حاج من ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينين، إضافة إلى استضافة 1000 معتمر من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في العام 1435 كل عام، وبرنامج ضيوف الدوائر الحكومية من الوزارات وغيرها، وبلغ عدد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لموسم 1439 هـ، أكثر من خمسة آلاف حاج وحاجة من 94 دولة من مختلف قارات العالم، وفي هذ العام وجه – رعاه الله – باستضافة 6000 حاج وحاجة من 77 دولة عربية وإسلامية وصديقة، حيث تضمن البرنامج العام استضافة الـ 1300 حاج وحاجة من 72 دولة، إضافة إلى 2000 حاج وحاجة في برنامج اليمن، و1000 حاج في برنامج ذوي شهداء فلسطين، و1000 حاج وحاجة ضمن برنامج السودان، كذلك 200 حاج وحاجة من ذوي شهداء الحادث الإرهابي بنيوزيلندا، و500 حاج وحاجة من دولة غينيا بيساو.
واعتمدت الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مجموعة من اللجان برئاسة وزيرها عبداللطيف آل الشيخ، تتولى الإشـراف بشــكل مباشـر علــى تنفيذ البرنامج، وتتابع عمل اللجان العاملة فيما تتواصـل مع المتعهـد الرسـمي لجنة تــم اختيارهـا وتحديــد رؤســائها مـن أصحـاب الخــبرة وتتبعها 14 لجنة، وتنظم الأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين عددًا من الزيارات لمختلف المعالم خلال رحلة الاستضافة، منها مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين في مكة المكرمة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومسجد قباء، وجبل أحد في المدينة المنورة.