بالرغم من انخفاض الأسعار التي شهدتها أسواق النفط خلال النصف الأول من 2019، إلا أن شركة أرامكو السعودية استطاعت تقديم أداء موثوق وتحقيق أرباح وتدفقات نقدية قوية، حيث بلغ صافي الدخل للنصف الأول من العام 175,9 مليار ريال (46,9 مليار دولار)، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 12 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018، حيث بلغ 198,8 مليار ريال (53,02 مليار دولار). وعزت الشركة ذلك في المقام الأول إلى انخفاض بنسبة 4 % في متوسط سعر النفط الخام المتحقق من 69 دولاراً إلى 66 دولاراً للبرميل، بالإضافة إلى الزيادة في المشتريات وتكاليف الإنتاج والتصنيع وقيمة الاستهلاك والإطفاء، وتم تعويض ذلك جزئياً بانخفاض في ضريبة الدخل قدره 9,8 مليارات ريال (2,6 مليار دولار). وأعلنت أرامكو السعودية، الاثنين وللمرة الأولى في تاريخها، نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2019م، حيث بلغت أرباح النصف الأول من هذا العام قبل خصم الفوائد والضرائب 92,5 مليار دولار، مقابل 101,3 مليار دولار للفترة نفسها من العام الماضي، في حين بلغت التدفقات النقدية الحرة 38 مليار دولار مقارنة بـ35,6 مليار دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي، فيما بلغ الانفاق الرأسمالي 14,5 مليار دولار، مقابل 16,5 مليار دولار عن الفترة نفسها من عام 2018م. وأرجعت أرامكو الزيادة البالغة 9,1 مليارات دولار (2,4 مليار دولار) في المشتريات إلى ارتفاع الكميات التي اشترتها كل من شركة أرامكو للتجارة، وشركة موتيفا، حيث تواصل الشركة النمو في أعمال تجارة النفط الخام، في حين يرجع الارتفاع البالغ 5,189 مليارات ريال (1,384 مليار دولار) في تكاليف الإنتاج والتصنيع بشكل رئيس إلى توحيد التكاليف الإنتاجية لشركة أرلانكسيو القابضة بي. في، والتي بلغت 5,130 مليارات ريال (1,368 مليار دولار) وذلك بعد عملية الاستحواذ التي تمت في 31 ديسمبر 2018.
وفيما يتعلق بالزيادة في تكاليف الاستهلاك والإطفاء البالغة 4,534 مليارات ريال (1,209 مليار دولار) فإن ذلك يعود إلى إثبات موجودات حق الاستخدام في المركز المالي الموحد الموجز، وذلك بعد اعتماد المعيار الدولي للتقرير المالي رقم 16- عقود الإيجار اعتباراً من 1 يناير 2019، وإضافات أخرى إلى الموجودات القابلة للاستهلاك. وارتفعت التدفقات النقدية الحرة للنصف الأول من عام 2019 بنسبة 7 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018، من 133,472 مليار ريال (35,593 مليار دولار) إلى 142,426 مليار ريال (37,980 مليار دولار)، وقابل تأثير انخفاض أسعار النفط وارتفاع التكاليف التشغيلية، على التدفقات النقدية التشغيلية الأثر الإيجابي الناتج عن التغيرات التي طرأت على راس المال العامل. بالإضافة إلى أن الجزء الأكبر في زيادة التدفقات النقدية الحرة كان ناتجاً عن انخفاض النفقات الرأسمالية للنصف الأول من عام 2019 بنسبة 12 % عن نفس الفترة من عام 2018 من 61,741 مليار ريال (16,464 مليار دولار) إلى 54,263 مليار ريال (14,470 مليار دولار).
وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، معلقاً على النتائج: «رغم انخفاض أسعار النفط خلال النصف الأول من عام 2019، فقد واصلنا تحقيق أرباح وتدفقات نقدية حرة قوية مدعومة بقدرتنا في الحفاظ على مستويات أدائنا التشغيلي وإدارة المصاريف والانضباط المالي».
وأكد الناصر أن الإفصاح عن نتائجنا المالية للمرة الأولى، في إطار إصدارها الأول من السندات الدولية بقيمة 12 مليار دولار، كان بمثابة مرحلة فارقة في تاريخ أرامكو السعودية. وأضاف الناصر أن الشركة أثبتت موثوقيتها من خلال تلبية 100 % تقريباً من احتياجات عملائها من النفط والمنتجات المكررة مع المحافظة على إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية عند مستوى 13,2 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، ومتوسط إنتاج يومي من النفط الخام قدره 10 ملايين برميل في اليوم. ولفت بأنه: «واستناداً الى المكانة الريادية العالية التي تتبوؤها أرامكو السعودية في قطاع التنقيب والإنتاج، فقد مضينا في تنفيذ استراتيجية النمو في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق بما في ذلك عقد صفقات استحواذ سواء داخل المملكة أو في كبرى الأسواق العالمية. ومن المنتظر أن تسهم هذه الصفقات في تعزيز قدرة مبيعات النفط الخام في الأسواق المضمونة، وزيادة طاقة التكرير وإنتاج الكيميائيات، وتحقيق القيمة من التكامل، بالإضافة إلى تنويع أعمال الشركة. وأضاف الناصر قائلاً كما وقعنا اتفاقية للاستحواذ على 70 % من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» والتي تعد من بين أكبر الشركات من حيث الدخل في مجال البتروكيميائيات على مستوى العالم، ما يعد نقلة نوعية في تسريع النمو بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق من خلال تحقيق التكامل بين مجالي البتروكيميائيات والتكرير، وتعزيز الربحية والقيمة المضافة من كل جزء تنتجه الشركة. كذلك، توسعت الشركة في قطاع تجارة المنتجات البترولية، وعززت جهودها في مجال الابتكار من خلال عدد من المشروعات والمبادرات الرائدة مثل تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، وصناعة المواد غير المعدنية، وتقنية الوقود الهيدروجيني.
ويظل أداء الشركة في مجال البيئة والسلامة في طليعة النهج الذي تعمل به الشركة، حيث تفخر أرامكو السعودية على نحو خاص بإعلانها للمرة الأولى في تاريخها أن معدلات كثافة الكربون الناتج من أعمال التنقيب والإنتاج في الشركة تصنف بين المستويات الأدنى عالمياً. واختتم الناصر: «تتمتع أرامكو السعودية بملاءة مالية تمكنها من مواصلة الاستثمار لتحقيق النمو في المستقبل، وسنواصل بإذن الله المحافظة على قوة ومرونة مركزنا المالي مع استمرار نمو استثماراتنا».