يتوقع أن تكون محطة محافظة الطائف في المسيرة الأولى تطبيق مبادرة مواسم السعودية 2019 عليها، لبنة أساسية ومهمة في الأعوام المقبلة، فالطائف عروس مصائف السعودية الأولى، ومرشحة لتكون مصيفا عربيا لما تملكه من إمكانات طبيعة وتاريخية ونمو حضاري على مختلف الأصعدة، فضلا عن كونها معروفة بثقافة السياحة منذ عقود طويلة، وجاء موسم الطائف ليضيف عليها لبنات وتحسينات تنظمية وتحفيزية لزيادة جمهورها وحصتها من سياح الداخل والخارج، ومع بداية الموسم اتضح بشكل جلي التحضير القوي لهذا الموسم من الجهات المعنية بتنظيمه، وعلى رأسها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وعدد من الجهات المساندة كالهيئة العامة للترفيه، وأمانة الطائف وعدد من الجهات الحكومية في المحافظة ومنطقة مكة المكرمة.
وقد حقق موسم الطائف في الثلث الأول من أيامه حضوراً جيداً على مستوى مختلف الفعاليات، والتي تتواصل على مدار شهر كامل، بدءاً من الأول من أغسطس، ويضم أكثر من 70 فعالية في أربعة مواقع رئيسة، وإضافة إلى “قرية ورد”، يبرز سوق عكاظ، ومهرجان ولي العهد للهجن، وفعاليات سادة البيد للمشي الجبلي في الهدا والشفا، كما تنطلق الفعاليات المصاحبة مثل، مهرجان التسوق والرحلات للمعالم السياحية والتاريخية، ويهدف (موسم الطائف) من خلال فعالياته النوعية إلى إبراز مكانة الطائف مصيف العرب تاريخياً وحضارياً، وتسليط الأضواء على تنوعها الثقافي والفني، ووضعها في مكانها الطبيعي باعتبارها مصيفاً للعرب، كما تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية، مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة ورفع مستوى المعيشة وتوفير الفرص الوظيفية والاستثمارية لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وكما يرشح للدورة الحالية من سوق عكاظ الذي يقام للمرة الأولى تحت عباءة موسم الطائف، كأحد المواسم الحادية عشرة لمواسم السعودية، ويتوقع له أن يلفت أنظار الحضور المشاركين في هذه الاحتفالية الكبرى باعتباره منجزا حضاريا تراثيا يعكس مكانة المملكة العربية السعودية الكبيرة في جميع الأصعدة، دوليا وإقليميا، وتبلغ مساحة “سوق عكاظ” بعد التطوير الأخير لهذا العام 2019 م نحو 1،150،000 م2، منها 285،000م2 مخصصة للفعاليات المختلفة التي تقام في السوق من أدبية وثقافية ورياضية وفنية واجتماعية، ليكون بذلك من أبرز مواقع الفعاليات في “موسم الطائف” وأحد أهم الأسواق في تاريخ العرب، وكان السوق قد اندثر على مدار القرون لكن أعيد إحياؤه في ثوب حضاري جديد منذ 13 عاماً، ويتم تقديمه هذا العام بحلة جديدة، حيث تضاعفت مساحته عدة مرات وجرى تطوير وتحديث وبناء العديد من الأجنحة والفعاليات المبتكرة من أهمها “حي العرب” الذي يحتضن لأول مرة فعاليات 11 دولة عربية هي: الإمارات، الكويت، البحرين، عُمان، العراق، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، تونس إلى جانب المملكة العربية السعودية في موسم الطائف، وشارك في تشييد وتطوير واستحداث سوق عكاظ، الذي بني على أحدث نمط معماري يجمع بين الأصالة والمعاصرة، أكثر من 100 سعودي منهم 14 من مديري الهيئة العامة للسياحة، أما في مرحلة التشغيل فيزيد عدد المواطنين العاملين في ذلك على 100 مواطن من ذوي الخبرة والمعرفة في كافة المجالات.
ويبلغ إجمالي عدد المواقف المخصصة للجمهور 10,493، أما إجمالي عدد مواقف السيارات العامة فيقدر بـ 8.618، وعدد مواقف كبار الزوار 1750، مما ييسر للزوار الحضور والمشاركة في الفعاليات والبرامج المختلفة، فيما التوسع في الجادة لتبلغ 85م وعدد المقاعد المخصصة للزوار بها إلى 4200 مقعد، إضافة إلى المساحات الخضراء الشاسعة والنوافير المتعددة، ومضامير الخيول بجانب وجود ثماني شاشات وخرائط تفاعلية في أركانه.
وبالنسبة إلى مسطحات مباني الفعاليات فزادت مساحتها إلى 28،657م2 مقابل 3000م2، وجرى تطوير منشآت الفعاليات من خيام مؤقتة إلى مبان دائمة، وتم تغيير كراسي المسرح بالكامل، والتوسع في البوابة الرئيسة لسوق عكاظ ليصبح ارتفاعها 16 مترا مقابل 6 أمتار في الماضي، وواكب هذا التطوير في السوق زيادة في عدد المطاعم لتصبح تسع مطاعم بدلا من مطعم واحد.
أيضا جرى تطوير كافة المنشآت الأخرى التي كانت قائمة، فتم التوسع في الحي التاريخي لتصبح مساحته 29،000م2، وفرسان عكاظ 10،000م2، وفتيان عكاظ 8000م2، وساحة اللغة 5500م2، مع زيادة عدد مجمعات دورات المياه إلى من 4 إلى 12، وعدد وحدات دورات المياه من 48 إلى 136.
ومن الأعمال التي تم استحداثها في سوق عكاظ، تغطية المسرح بمساحة 11،000م2 وتكسية واجهاته، ومواقف الباصات وسيارات أوبر وسيارات المعوقين، ومسار القوافل بمساحة 28400م2، ومنطقة السوق الشعبي 65،000م2 ومنطقة للدول العربية 42،000م2، وساحة الموسيقى 2100م2، وساحة الشعراء 5800م2، ومعرض علماء العرب 1100م2، ومعرض الجاحظ 1300م2، وشاشات ومعلقات بالمدخل الرئيس بعدد 518 شاشة، ووضع 210 كاميرات مراقبة.
ويأتي تدشين هذا السوق في إطار إبراز مكانة المملكة كأفضل الوجهات السياحية إقليميا وعالميا، وترسيخ مكانة الطائف حضارياً وتاريخياً، وتسليط الأضواء على عمقها الثقافي وتنوعها الفني، واعتدال طقسها ووفرة منتوجها الطبيعي، مع تجديد وابتكار الفعاليات النوعية التي تلامس رغبات العوائل داخل السعودية، والسياح القادمين من خارجها، في الوقت نفسه، تم إطلاق “قرية ورد” في متنزه الردف الشهير، لاحتضان مجموعة مميزة من الفعاليات التي تتعلق بوفرة المنتوج الطبيعي من الزهور، مثل فعاليات “متحف الورد، مختبر العطور، أوركسترا الورد، سيرك الورد، الحرف المرتبطة بصناعة الورد، وغيرها” بالإضافة إلى العروض الترفيهية والكرنفالية مثل “عيش الأدريالين، مدينة الملاهي، طريق الفن” كما تحتضن أيضاً جادة الفواكه.
كما تنطلق مسابقة سوق عكاظ الدولية للشعر الفصيح التي تظهر هذا العام بشكلها الجديد وجوائزها القيمة، بالإضافة إلى الأجنحة التاريخية مثل جادة عكاظ وساحة الفرسان والأسواق التاريخية وساحة الثقافة والأدب.