بعيداً عن الأنظار والأضواء يبدو الشباب في حالة فنية مغايرة للغاية عن تلك التي كان عليها في المواسم الخمسة الأخيرة، فالعمل الكبير الذي تقوم به إدارة النادي العاصمي فرض نفسه لكل من يتتبع الخطوات التي يبذلها صناع القرار منذ منتصف الموسم الماضي وتحديداً من عودة خالد البلطان للرئاسة بالتكليف ومن ثم تزكيته رئيساً لأربعة أعوام مقبلة.
كان العمل منذ البداية واضحاً دون إعطاء وعود بتحقيق البطولات، بل كان الحديث عن العمل على العودة للمسار الصحيح وترتيب الأوراق الفنية والإدارية والمالية، وعملت إدارة “الليث” باكراً على الحفاظ على المكاسب الفنية القليلة مثل تجديد الارتباط بالمدافع الجزائري الدولي جمال بلعمري من أجل البناء عليها والانطلاق من خلالها وتعزيزها بلاعبين مميزين، فكانت التعاقدات للموسم الجديد تتم بهدوء منذ منتصف الموسم الماضي على الصعيدين المحلي والأجنبي.
وعلاوة على ذلك كان قرار التخلي عن المدرب الروماني ماريوس سوموديكا شجاعاً وجريئاً ذلك أن المدرب الذي قدم عملاً جيداً بأدواته المحدودة الموسم الماضي لم يرق لتطلعات الإدارة الشبابية بالمنافسة بقوة في الموسم المقبل، فهو المدرب المعروف بتحفظه وميله للجانب الدفاعي وهو ما يخالف الهوية الفنية التاريخية لـ”الليث” الذي لطالما كانت هويته الكروية الممتعة عنواناً لتفرده الذي قاده منتصف التسعينات ليكون واحداً من أهم الفرق السعودية محلياً وخارجياً.
التعاقدات المدروسة والمقننة مع لاعبين محليين قدموا عطاءات كبيرة مثل قائد الرائد عبدالله الشامخ ولاعب وسط أحد محمد عطية بالإضافة لمهاجم الفيحاء الكولومبي دانيال اسبيريلا، ليتم بعدها الارتباط بالمدرب الأرجنتيني خورخي ألميرون الذي يملك سجلاً جيداً يمكن ربطه بتطلعات وأهداف الإدارة الشبابية.
من المهم التذكير بأن واحدا من أهم العوامل التي ستعزز موقع “الليث” في المنافسة هو القدرات والخبرات التي يتمتع بها رئيسه خالد البلطان وقدراته التفاوضية والتعاقدية وهو ما يعني استخدام الدعم الحكومي بصورة مثالية وبكفاءة عالية تنعكس على النتائج بشكل إيجابي، إذ بدا واضحاً أن قيمة التعاقدات الشبابية لم تكن كبيرة من الناحية المالية قياساً بقيمتها الفنية والسير الذاتية وقدرتها على إحداث الفارق الذي ينتظره محبو النادي العريق.