تبدأ السبت المقبل السابع عشر من الشهر الحالي مراسم التوقيع النهائي للوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لسنة 2019م، بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، فيما يتم في الثامن عشر من الشهر نفسه تعيين مجلس السيادة وحل المجلس العسكري الانتقالي، توطئة لأداء القسم وعقد أول اجتماع لمجلس السيادة في اليوم التالي.
ونصت الوثيقة الدستورية على مصفوفة لإنفاذ إجراءات الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير وتعيين رئيس الوزراء في العشرين من أغسطس الحالي وسيؤدي القسم في اليوم التالي أمام مجلس السيادة ورئيس القضاء، وفي الثامن والعشرين من الشهر ذاته يعلن رئيس الوزراء تعيين أعضاء مجلس الوزراء والذين يعتمد مجلس السيادة تعيينهم في الثلاثين من ذات الشهر ويؤدون القسم في اليوم التالي أمام رئيس القضاء ورئيس الوزراء.
ويعقد مجلس الوزراء أول اجتماع له في الحادي والثلاثين من أغسطس الحالي فيما ينعقد أول اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء مطلع سبتمبر المقبل وذلك بداية لعملية السلام الشامل في البلاد. وأوضحت قوى الحرية والتغيير أنّ عدم الوصول إلى اتفاقٍ مع الجبهة الثورية لن يمنع من التوقيع على الوثيقة الدستورية التي تمّ التوافق عليها مؤخرًا.
وقال القيادي في قوى التغيير حبيب عبيد إنّ عدم الاتفاق مع الجبهة الثورية خلال المحادثات التي جرت في القاهرة الايام الماضية، لا يعني عدم التوقيع على الإعلان الدستوري. وأكّد عبيد أنّ المفاوضات مع الجبهة الثورية لم تتوقف، وقال “صحيح أنّ الاجتماعات مع الجبهة الثورية في القاهرة انتهت ولكّن المفاوضات ما زالت مستمرة حتى الوصول إلى اتفاقٍ”. ورغم الإعلان عن اتفاق وفد قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية على استمرار المشاورات حول قضايا السلام إلا أن رئيس حركة تحرير السودان، نائب رئيس الجبهة الثورية لقطاع الإعلام والشؤون القانونية الهادي إدريس قال إنّه لم يتمّ الاتفاق على أيّ نقطة. وأوضح أنّ الوفد الذي أتى من الخرطوم لا يملك تفويضاً كاملاً وسيقوم بعرض ما تم في القاهرة على بقية المكونات في الخرطوم. وأشار إدريس إلى مطلب الجبهة الثورية الأساسي أن يتمّ تعديل المادة 69 بحيث ينصّ صراحة على سيادة أو حاكمية نصوص اتفاقية السلام القادم على كل الوثائق الدستورية. وتطالب الجبهة الثورية بمقعدين في مجلس السيادة، وتأجيل تشكيل الحكومة لمدة شهر بجانب تشكيل مفوضية السلام.
والجبهة الثورية أحد مكونات نداء السودان المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير وتضم كلٍ من حركة العدل والمساواة، تحرير السودان، والحركة الشعبية، قطاع الشمال. وفي السياق، تبرأ القيادي بالجبهة الثورية التوم هجو من بيان تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ممهور باسمه وقال إن البيان مفبرك وعارٍ عن الصحة 100 %. وكان البعض تداول بياناً منسوباً للتوم هجو يهاجم قوى التغيير لتجاهل مطالب الجبهة الثورية ومحاولة طمسها.
في جانب آخر، نشرت سلطات شمال دارفور قوات مشتركة بالقرب من مناطق الزراعة لحفظ الأمن والاستقرار، عقب الأحداث التي وقعت مؤخراً بين المزارعين والرعاة بمنطقة “شنقلي طوباي” التابعة لمحلية “دار السلام”، وراح ضحيتها ثلاثة مزارعين وجرح آخر. وقال والي ولاية شمال دارفور المكلف، اللواء مالك الطيب خوجلي، إن لجنة أمن الولاية تمكنت من احتواء الأحداث المؤسفة، واتخذت حزمة من الإجراءات والتدابير اللازمة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلى جانب جنوب الفاشر لمنع حدوث الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة. وأشار إلى نشر قوات مشتركة بالقرب من مناطق الزراعة لحفظ الأمن والاستقرار، علاوة على حماية الموسم الزراعي من التعديات التي قد تطرأ من وقت لآخر. وكان ثلاثة من المزارعين قد لقوا مصرعهم وجُرح رابع في اعتداء مسلح شنته مجموعة من الرعاة على مزارعين في منطقة “شنقلي طوباي”، ما أدى إلى استنفار السلطات في المنطقة.