وفق الأرقام الرسمية المعلنة من الهيئة العامة للإحصاء فإن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام بلغ 2.489.406 حجّاج، منهم 1.855.027 حاجًّا من خارج المملكة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 634.379 حاجًّا يمثل غير السعوديين منهم ما نسبته 67 %، هذه الأرقام مرشحة للزيادة المتدرجة على مدار الأعوام العشرة المقبلة، وكذلك بالنسبة لعدد المعتمرين حيث كانت الإحصاءات التراكمية لمؤشر العمرة الأسبوعي قد رصد 7,584,424 تأشيرة حتى تاريخ 25 رمضان لهذا العام، وجاء مجموع القادمين إلى المملكة 7,201,851 معتمرًا، في حين بلغ عدد المعتمرين الموجودين داخل المملكة 1,056,618 معتمرًا، منهم 732,559 في مكة المكرمة، بينما يوجد 324,059 في المدينة المنورة، فيما سجلت مغادرة 6,145,233 معتمرًا بعد أن أدّوا العمرة والزيارة، ذلك بحسب مؤشر العمرة الأسبوعي الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة مع مطلع العام الهجري الحالي، وجميع هذه الأرقام يتوقع زيادتها من العام المقبل، نظراً لعدد من العوامل وأهمها البدء بتحقيق رؤية المملكة للوصول إلى 30 مليون معتمر وحاج بشكل تصاعدي بنهاية 2030، وكذلك انتهاء عدد من المشروعات الحيوية المرتبطة بالحج والعمرة ومنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن أبرزها قطار الحرمين الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة الذي انطلق العام الماضي، ورفع عدد رحلاته والطاقة الاستيعابية في شهر رمضان الماضي، وكذلك مع بداية موسم حج العام الحالي، كما سيكون لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة دور أكبر في استقبال المعتمرين والحجاج بعد بدء تسيير الرحلات الدولية منه، وتوقع إكمال مسيرة تشغيله بشكل كامل مع نهاية العام الحالي 2019.
مبادرة طريق الحج التي تعمل عليها وزارة الداخلية ممثلة بقطاع الجوازات وبالتعاون مع وزارتي الحج والخارجية سيكون لها دور في زيادة عدد ضيوف الرحمن وتسهيل خدمتهم، حيث تهدف هذه المبادرة إلى إنهاء الإجراءات في دول الحجيج، مما يسرع بقدومهم وتوجههم فور وصولهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة بشكل ميسر وسهل، حيث طبقت المبادرة هذا العام مع حجاج كل من باكستان والهند وتونس وماليزيا وإندونيسيا، ويتوقع زيادة عدد هذه الدول وتفعيل أكبر للمبادرة في حج العام المقبل، وفي هذا العام ومع الوصول لعدد مليون حاج في وقت قياسي إلى الأراضي المقدسة تكون “مبادرة طريق مكة” قد سجلت نجاحها الأهم بعد توسيع نطاقها في حج هذا العام، وتهدف المبادرة لتيسير رحلة الحجاج من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتالي الدخول إلى المملكة كأي رحلة داخلية، ونقل أمتعة الحجاج إلى أماكن سكنهم، كما تهدف المبادرة للوصول إلى الحج الذكي من خلال مسار إلكتروني موحد، بدءاً من إصدار التأشيرة، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، وعند وصول الحجاج لن يمروا بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقاً، إذ ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم في المدينتين المقدستين، أما أمتعتهم فتتولى الجهات الخدمية إيصالها إلى مساكنهم.
ومن ناحية أخرى فإن قطاع الإيواء في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة كان قادراً على استيعاب هذه الأعداد، وأيضاً يتوقع أن يستوعب الزيادة المتدرجة في الأعوام الخمسة المقبلة، وخاصة أن هناك مشروعات فندقية وشققاً فندقية تحت الإنشاء، وسوف ينتهي الكثير منها خلال أقل من ثلاثة أعوام، وكذلك الحال بالنسبة لوسائل النقل المختلفة، فهي قادرة على استيعاب أعداد ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين على مدار العام، ونقلهم بين المنطقتين بيسر وسهولة مع وجود قطار الحرمين الذي يعمل على رفع الطاقة الاستيعابية بشكل متدرج، ويأمل المسؤولون في هذا القطاع بزيادة عدد المعتمرين على وجه الخصوص على مدار العام وليس في شهر رمضان، وخاصة القادمين من خارج المملكة، وتسهيل عدد من الإجراءات التي تضمن قدومهم على فترات أطول وخاصة من شهر محرم وحتى نهاية شهر شعبان.
يذكر أن مؤشر العمرة يقيس خمسة جوانب رئيسة تتمثل في عرض أعداد تأشيرات العمرة الصادرة، وإجمالي أعداد المعتمرين القادمين إلى المملكة عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وأعدادهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى أعداد المعتمرين المغادرين بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك العمرة، ويسهم نشر هذه الأرقام والتعريف بها للقطاع الخاص والمستثمرين في مجالات مرتبطة بالحج والعمرة في تحقيق مشروعات على أرض الواقع تسهم بخدمة الحجاج والمعتمرين وتوفر فرص عمل للسعوديين والسعوديات على مدار العام.