تمثل الموثوقية لدى شركة أرامكو السعودية المرتكز الرئيس ليس فقط في إمداداتها النفطية لعملائها بل في كافة تفاصيل أعمال الشركة وأهمها موثوقية الأداء في التشغيل والإنتاج والنقل والشحن والتسليم والتخزين والأكثر أهمية موثوقية الجودة والسلامة والاستدامة والائتمان، وفصلت أرامكو في نتائج أعمالها النصفية الأولى لعام 2019 الحديث عن مفهومه الموثوقية واستراتيجيتها المنتهجة وقالت: تقاس الموثوقية من خلال احتساب الكمية الإجمالية للمنتجات التي يتم شحنها وتسليمها خلال 24 ساعة من الوقت المقرر لها، وقسمتها على الكمية الإجمالية الملتزم بها، ويؤثر أي تأخير ينشأ عن عوامل خاضعة لسيطرة الشركة، مثل أعمال الفرض وخطوط الأنابيب ومعامل تركيز النفط الخام وأعمال الإنتاج، سلباً على هذا التقييم.
في حين أن التأخيرات الناجمة عن ظروف تقع خارج نطاق سيطرة الشركة، مثل التقلبات الجوية لا تؤخذ بعين الاعتبار، وإذا كان التقييم أقل من 100 %، فإن ذلك يشير إلى وجود مشكلات تؤثر تأثيرا سلبياً على الموثوقية، في وقت أثبتت أرامكو موثوقيتها من خلال تلبية 100 % تقريباً من احتياجات عملائها من النفط والمنتجات المكررة مع المحافظة على إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية عند مستوى 13,2 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، ومتوسط إنتاج يومي من النفط الخام قدره 10 ملايين برميل في اليوم للنصف الأول من 2019.
وكشفت أرامكو عن دلائل عدة لمكامن موثوقيتها حيث واصلت الشركة تنفيذ التزاماتها بإنشاء أعمال متكاملة للتكرير والمعالجة والتسويق والكيميائيات على مستوى عالمي، كما استمر قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في التركيز على زيادة الطاقة التكريرية، وزيادة مبيعات النفط الخام إلى المنافذ المضمونة، وتعزيز التكامل من خلال سلسلة القيمة للمواد الكيميائية. ونجحت الشركة طوال تلك الفترة في تحقيق نسبة موثوقية بلغت 99,9 % في تلبية احتياجات العملاء.
ولفتت موثوقية أرامكو قادة البنوك والمصرفيين والاستشاريين الماليين والائتمانيين العالميين الذين شددوا بتوصياتهم بقوة موثوقية أرامكو وأمن استثماراتها بصفتها أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم بعد أن حققت أكبر إنجازاتها التاريخية في كافة أصعدتها التشغيلية والتقنية والإنتاجية والتسويقية في صناعة النفط والغاز والتكرير والبتروكيميائيات لعام 2018 والذي شهد تحقيقها أكبر الإيرادات في ثلاثة أعوام حيث بلغت 1,3 تريليون ريال في 2018، مقابل 986 مليار ريال في 2017، و506 مليارات ريال في 2016. فيما انخفضت إيرادات النصف الأول لعام 2019 بحوالي سبعة مليار ريال حيث بلغت 550,720 مليار ريال عن عوائد الفترة المماثلة للعام السابق البالغة 557,870 مليار ريال.
فيما عززت أرامكو موثوقيتها الائتمانية بصفقة «سابك» التاريخية باستحواذها على غالبية أسهمها بقيمة 260 مليار ريال (69,1 مليار دولار) وحصولها وللمرة الأولى على تقييم امتياز مضاعف مرتفع من حيث القدرة على الوفاء بالالتزامات طويلة الأجل وهذا التقييم يقع عند الحد الأعلى لنطاق تصنيف «فيتش» الائتماني لشركات النفط والغاز.
إلا أن أبرز ما ترتكز عليه شركة أرامكو في موثوقيتها الاستثمارية المالية السيادة الحكومية التي تعتبر أرامكو العصب وكجزء لا يتجزأ من اقتصاد المملكة والتي تعتمد عليها الدولة وتعول عليها آمالا كبيرة في تولي إنجاز مشروعات تنموية وطنية ضخمة خارج منظومة استثمارات الطاقة وخدماتها. فضلاً عن تقديم الدولة كافة الدعم لتحقق الشركة خططها واستراتيجياتها حيث بادرت الدولة بخفض معدل ضريبة الشركة إلى 50 % من 85 %، وبدأت في تعويض الشركة عن الدخل الذي فقدته نتيجة بيعها بعض منتجاتها لعملاء محليين بأسعار تنظيمية.