رحبت الأوساط الخيرية بمبادرة الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق المتمثلة في التجهيز لطرح صندوق وقفي برأس مال يصل إلى 100 مليون ريال، سيكون أداة فاعلة ومؤثرة لتسهيل عمل الجمعية الرامي إلى جعل المساجد على مختلف الطرق بين مدن المملكة بحالة نموذجية بشكل مستديم بعد أن كانت تلك المساجد التي يزيد عددها على 4500 مسجد تُعاني من الإهمال لعدم وجود المسار المؤسسي المقتدر والحاضن لها، وأكد عدد من الناشطين في دعم أنشطة القطاع غير الربحي الخيري أن هذا الطرح المعتزم في غرة أكتوبر لعام 2019م، يعد فرصة ذهبية لراغبي لنيل الأجر والمثوبة عبر عمارة المساجد وتعهدها بالصيانة والترميم كما أنه يدخل ضمن الصدقة الجارية، ويتوافق مع مضامين رؤية المملكة 2030 التي تدعم القطاع غير الربحي وتسعى لرفع نسبة إسهامه في خدمة المجتمع لتحقيق مستويات تنمية متقدمة.
وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس أحمد بن محمد العيسى أن الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق بدأت بشكل فعلي الحملة الخاصة بإطلاق الصندوق وتسويقه وهي تسعى بشكل جاد لاستقطاب المساهمين لتغطية جزء كبير من الطرح قبل موعد طرحه المحدد للعموم في غرة أكتوبر لعام 2019م والذي سيستمر لمدة لا تتجاوز 45 يوم عمل، وسيكون سعر الوحدة عند الطرح وبحد أدنى عند الاشتراك لا يقل عن 1000 ريال والسهم الإضافي 100 ريال.
وأشار المهندس أحمد العيسى، إلى أن الصندوق سيكون أداة فاعلة لدعم عمل الجمعية الذي يتضمن كافة أعمال (البناء – الصيانة والنظافة -الترميم) لما يزيد على 4000 مسجد على الطرق في المملكة، وسيكون داعما ومعينا على تحقيق رؤية الجمعية المتمثلة في أن تكون المساجد على الطرق ومرافقها وملحقاتها نموذجية ومستدامة بشكل يلائم مكانة بيوت الله، إذ سيساعد الصندوق على العناية بها بما يتلاءم مع أهمية وشرف ومكانتها، وبما يليق بمكانة ومستوى المملكة بلد الحرمين، والداعم الأول لإعمار المساجد على مستوى العالم.
وبين العيسى، أن الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق تعد جزءا من منظومة العمل الخيري العامل تحت غطاء رؤية المملكة 2030 بجانب غيره من مؤسسات المجتمع المدني وفق الاستراتيجية الطامحة إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من أقل من 1 % إلى 5 % إضافة إلى الوصول إلى مليون متطوع في القطاع الربحي كل عام.
بدوره قال الاقتصادي المهندس أنس محمد صالح الصيرفي: إن المشاركة في هذا النشاط الخيري توجد له أهمية بالغة بحكم خدمته للمساجد التي هي بيوت الله سواء عبر إعمارها أو ترميمها وتعهدها بالإصلاح والصيانة، وهناك حاجة ماسة وملحة لتوجيه الأموال والتبرعات والصدقات إليه في ظل نقص وسوء الخدمات بكثير من تلك المرافق بحيث أصبحت تعطي انطباعا سلبيا عن المملكة ودورها في عمارة بيوت الله وخدمتها.
وأشار المهندس أنس صيرفي، إلى أن كثيرا من مرتادي طرق السفر في المملكة سواء عبر الحافلات أو السيارات الخاصة بحاجة إلى خدمات ملائمة ومناسبة سواء في مواقع الصلاة أو في المرافق وينبغي دعم الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق في جهودها الرامية لتحسين حال تلك المواقع والمرافق وتهيئتها بشكل يليق بقدسية المسجد وبمكانة المملكة ودورها في خدمة المساجد.
بدوره أكد رئيس اللجنة الوطنية للنقل بمجلس الغرف السعودية، سعيد بن علي البسامي، على أهمية دعم مثل هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتحقق أهدافها النبيلة مشيراً إلى أن الأنظمة تلزم ملاك المحطات والمستثمرين لها ما بين المدن وعلى طرق السفر بالعناية بالمساجد ومرافقها وتؤكد على أهمية بقاء دورات المياه مفتوحة على مدار 24 ساعة وكل إهمال لذلك يجعل المخالف عرضة للجزاء.
وأهاب سعيد البسامي، بدعم الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني المرخصة من الجهات الحكومية ذات العلاقة في مبادراتها الرامية إلى عمارة المساجد وتعهدها بالصيانة والترميم وفي عموم أعمالها الخيرية التي تتوافق ومضامين رؤية المملكة الرامية لتحقيق كل ما يخدم الصالح العام.
كما أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة جدة، نايف بن عبدالمحسن الراجحي على أهمية دعم مبادرات الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق، مشيراً إلى أن المساجد هي واجهة المسلمين وأماكن اجتماعهم وينبغي لها أن تكون في حالة مناسبة ولائقة.
وقال نايف الراجحي: للأسف الشديد هناك الكثير من المساجد في مختلف طرق السفر بين مدن المملكة تعكس صورة سلبية سواء عبر سوء الاهتمام بالمرافق أو بنظافة وملائمة فرش المسجد ومحتوياته وأظن بأن دعم الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق وغيرها من الجهات المرخصة سيسهم في التصدي لتلك الظاهرة السلبية التي لا تعكس اهتمام الدولة والمجتمع ببيوت الله التي تعد الوجهة الأولى للمملكة ولشعبها المسلم.
ويأتي الطرح لهذا الصندوق انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 ودعم القطاع غير الربحي، وتعزيز مكانته تتجه جمعية العناية بمساجد الطرق لإطلاق صندوقها الوقفي.. ليصبح بذلك أول صندوق وقفي للمساجد، ويأتي ذلك في باكورة أعمالها بعد انتقالها منتصف الأسبوع الماضي إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وتحولها من مؤسسة إلى جمعية؛ كي تسير وفق خطتها الاستراتيجية للإسهام في تحقيق ما نصت عليه رؤية المملكة 2030، من حيث رفع مستوى مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من 0.3 % إلى 5 %.
ويتوقع أن يكون إطلاق الصندوق أكثر الوسائل وأضخمها في السير بالجمعية نحو تحقيق هدفها المنشود وتحقيق الاستدامة المالية وتطوير آليات وأساليب العمل بما يضمن ذلك، إذ يمثل صندوقاً استثمارياً عاماً ووقفياً، يهدف إلى تعزيز الدور التنموي للأوقاف الخاصة من خلال المشاركة في دعم الرعاية بالمساجد عبر تنمية الأصول الموقوفة للصندوق واستثمارها ويعود بالنفع على مصارف الوقف والأصل الموقوف وتعود قيمة أصوله إلى 100 مليون ريال.
وينتظر أن تعمل الجمعية على توزيع نسبة من العوائد (غلة الوقف) بشكل سنوي ومستمر على مصارف الوقف المحددة للصندوق والممثلة في الاعتناء بالمساجد من خلال الجهة المستفيدة، وتلتزم الجهة المستفيدة بصرف غلة الوقف على المساجد وما يحتاجه: (الاعتناء بالمساجد ونظافتها، وترميم المساجد القديمة، وتوفير احتياجات المسجد من المواد الغذائية، وأعمال الصيانة).
ويشرف على الصندوق من حيث الرقابة والمتابعة هيئة سوق المال، والهيئة العامة للأوقاف، ويديره الإنماء للاستثمار، وتستفيد منه جمعية العناية بمساجد الطرق على وجه الخصوص.