تخوض المملكة والعراق أكبر حراك وانفتاح استثماري تجاري صناعي غير بترولي على نطاق واسع في ظل سعي المملكة الحثيث لتنمية الصادرات غير النفطية وتعزيز فرص تواجد المنتجات السعودية المحلية في الأسواق الدولية بشكل عام وفي العراق الشقيقة بشكل خاص، في ظل حرص القطاع الخاص العراقي على دعم المنتج السعودي وتمكينه من المنافسة داخل الأسواق العراقية نظير الجودة العالية التي تتمتع بها الصادرات السعودية كميزة تنافسية أكسبتها مكانة خاصة لدى المواطن العراقي.
وكشفت هيئة تنمية الصادرات السعودية عن تسجيل زيادة في الواردات السعودية إلى العراق بنسبة 40 % لتصل إلى 2.5 مليار ريال في 2018م. في حين بلغت قيمة صادرات المملكة إلى العراق 1.154 مليار ريال في النصف الأول من العام الجاري 2019 بارتفاع يقدر بنسبة 13 % مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، تصدرها قطاع مواد البناء بقيمة 349 مليون ريال سعودي، وقطاع المنتجات الغذائية بقيمة 339 مليون ريال ثم قطاع السلع الاستهلاكية بقيمة 135 مليون ريال سعودي وذلك وفقاً للبيانات الأولية.
وفي إطار جهودها الرامية إلى تنمية الصادرات السعودية غير النفطية وتعزيز فرص نفاذ المنتجات المحلية للأسواق الدولية والإقليمية، نظمت هيئة تنمية الصادرات السعودية (الصادرات السعودية) أعمال البعثة التجارية السعودية – العراقية وسط الأسبوع في مدينة الخبر بمشاركة 35 منشأة سعودية من قطاع النفط والغاز، ورؤساء عدة شركات نفط عراقية رأس وفدها وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون التصفية د. حامد يونس صالح.
وتأتي هذه البعثة التجارية بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في قطاع النفط والغاز، والبحث عن آفاق التعاون وتبادل الخبرات. وتضمن برنامج البعثة التجارية السعودية العراقية الاطلاع على تجربة أرامكو السعودية في تأهيل وتطوير الموردين المحليين من خلال برنامج اكتفاء والذي يهدف إلى زيادة المحتوى المحلي في مشروعات أرامكو السعودية.
وشهدت أعمال البعثة التجارية السعودية العراقية حضور أمين عام هيئة تنمية الصادرات السعودية، م. صالح بن شباب السلمي، وسفير جمهورية العراق لدى المملكة د. قحطان طه خلف، والملحق التجاري العراقي م. مصطفى ثامر. ولتحقيق وصول أفضل للمنتجات الوطنية إلى السوق العراقي، قامت (الصادرات السعودية) ضمن أعمال البعثة التجارية بتنظيم اجتماعات مطابقة الأعمال بين المصدرين السعوديين من جهة، والمشترين المحتملين من جمهورية العراق من جهة أخرى، لعقد الصفقات التجارية بينهم. كما تخلل أعمال البعثة التجارية زيارة بعض المصانع السعودية.
يشار إلى أن صادرات المملكة غير النفطية إلى العراق خلال الخمس سنوات الماضية وصلت لنحو 10 مليارات ريال في ظل تطوير العلاقات في المجالات كافة وتعزيز دور القطاع الخاص في ترسيخ الشراكة التجارة والاقتصادية بين المملكة والعراق، في ظل توقعات حدوث طفرة كبيرة في مستوى التبادل التجاري بين البلدين بعد افتتاح معبر عرعر الجديد في شهر أكتوبر القادم.