قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان – في خطبة الجمعة – : لحظات العمر فرصة للعمل ، ونعمة تستوجب الشكر، ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ” ، والزمن يمضي والعمر يسير ، ولحظات الحياة مداً قصير، والواجبات متراكمة ، والحقوق مزدحمة ، فلا مجال للهو والعبث ، ولا مجال للفراغ والسرف.
وحذر في خطبته من الظلم مشددا على حرمته في كل الشهور ، ولكن الله عظم حرمة الأشهر الحرم ، وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر فيهن أعظم.
وقال : إن تقلب الأيام والليال ، وسرعة الزمان وتغير الأحوال ، وتجدد الأعوام وملاحقة الآجال ، لدليل على الزوال والمآل ، وعبرة لمن تعلق بالآمال ، يقلب الله الليل والنهار ، إن ذلك لعبرة لأولي الأبصار.
وأضاف : كل عام يقدر بحساب ، فتفرق فيه المقادير وآجال الصغار والشيوخ والشباب ، وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب، تفنى الأجيال وتنتهي الآمال ، وتنقضي الآجال ، وكل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال ، فاغتنموا فرصة العمر والحياة ، وقدموا لأنفسكم من العمل أزكاه ، ولا تسوفوا فإن في التسويف حرمان ، فبادروا الحياة قبل الموت ، والفراغ قبل الشغل ، والغنا قب الفقر ، والشباب قبل الهرم ، والصحة قبل السقم.
وقال : عام انقضى ، ختمت أعماله وطويت صفائحه ، فهنيئاً لمن اغتنم فرصته ، وربح وقته ، وأصلح عمله ، ألا وقد دخلنا في غرة عام جديد ، يزفنا إلى القبور، ويحدوا بنا إلى يوم البعث والنشور ، فجدير بنا أن نبذل فرصة العمر في طاعة الله ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله .