شنّت طائرات حربية روسية ليل الثلاثاء الأربعاء غارات عدة في شمال غرب سورية أسفرت عن مقتل مدني هو الأول في قصف جوي منذ بدء سريان هدنة قبل نحو أسبوعين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأ في نهاية أغسطس سريان وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها أعلنته موسكو ووافقت عليه دمشق، وغابت بموجبه الطائرات الحربية عن أجواء المنطقة الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى معارضة للنظام. لكن الخروقات بالقصف المدفعي استمرت بتقطع. وشهد يوم الثلاثاء أول خرق للهدنة قامت به طائرات حربية قال المرصد السوري إنها روسية استهدفت بغارتين مواقع لفصائل مسلحة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وتكرر القصف الجوي الروسي، وفق المرصد، ليل الثلاثاء الأربعاء ليستهدف مناطق عدة في ريف إدلب الغربي قبل أن يتوقف صباح الأربعاء. وأسفر القصف في قرية الضهر عن مقتل رجل عجوز في الـ75 من العمر، نازح منذ سنوات من منطقة حلب إلى إدلب. وخلال الأيام العشرة الأولى من الهدنة، توقفت الغارات الجوية كما هدأت المواجهات على الأرض بين قوات النظام والفصائل المسلحة والمعارضة عند أطراف إدلب. إلا أن ذلك لم يحل دون حصول خروقات مع استمرار القصف الصاروخي والمدفعي الذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى منذ بداية الهدنة.
من جانب آخر قالت بريطانيا إن إيران باعت شحنة النفط التي كانت على متن أدريان داريا 1 إلى سورية في تجاهل للتأكيدات التي قدمتها بشأن الناقلة التي سبق احتجازها في جبل طارق للاشتباه بانتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي.
واحتجزت قوات خاصة تابعة للبحرية الملكية البريطانية هذه الناقلة، التي كانت تسمى جريس 1، في الرابع من يوليو للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سورية. وأفرجت سلطات جبل طارق عن الناقلة في منتصف أغسطس بعد تلقي تأكيدات رسمية مكتوبة من طهران بأنها لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل نفط في سورية. لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت في بيان يوم الثلاثاء إن من الواضح أن إيران انتهكت هذه التأكيدات وجرى نقل النفط إلى سورية.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب في بيان “إيران أظهرت تجاهلا تاما للتأكيدات التي قدمتها بشأن أدريان داريا 1”.
وأضاف “بيع النفط هذا إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد الوحشي إنما هو جزء من النمط السلوكي لحكومة إيران الذي يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي”. وقالت بريطانيا إنها استدعت السفير الإيراني للتنديد بما فعلت بلاده وإنها ستثير المسألة في الأمم المتحدة هذا الشهر. وأضاف راب في بيانه “تصرفات إيران تمثل انتهاكا غير مقبول للأعراف الدولية”.
ولم تصل وزارة الخارجية الأميركية إلى حد تأكيد إن كانت إيران باعت النفط إلى نظام الأسد لكنها لمحت إلى ذلك.
وقالت متحدثة باسم الخارجية “كما حذرنا من قبل، تراجع النظام الإيراني مرة أخرى عن الضمانات التي قدمها للمجتمع الدولي بشأن نواياه لنقل النفط بشكل غير مشروع إلى نظام الأسد المجرم”.