أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، منزل مواطن فلسطينى فى شارع الشهداء بالبلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال المواطن ياسر أبو مرخية، الذى يقيم فى تل الرميدة وسط مدينة الخليل، إن ما يسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية ترافقها قوة من جيش الاحتلال قامت بإغلاق و”لحام” الباب الرئيسى المؤدى لمنزل المواطن سامى زاهدة الذى يقع على شارع الشهداء المغلق منذ مجزرة الحرم الإبراهيمى الشريف.
وأكدت مصادر فلسطينية أن المنزل تعرض للحرق قبل نحو أسبوعين، ومنعت قوات الاحتلال حينها طواقم الإطفاء من الدخول لشارع الشهداء؛ مما اضطرهم لعمل فتحة فى جدار أحد المنازل المجاورة لإطفاء الحريق.
كما أبلغت الإدارة المدنية الإسرائيلية صاحب المنزل بالوصول لمنزله عبره الفتحة التى تم فتحها لإطفاء المنزل، وحذروه من إعادة فتح الباب المؤدى إلى شارع الشهداء.
ويعانى الفلسطينيون فى الخليل من جميع الجوانب، اقتصاديا، اجتماعيا، ونفسيا، بالإضافة إلى الصعوبات التى تواجه إقامة مشاريع حيوية، أهمها وجود الاحتلال، والمستوطنات التى تعترض عملهم كسلطة ومؤسسات، وبالتالى ليس من السهل العمل فى ظل هكذا ظروف.
وأدت ممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين اليومية، من اعتداءات على المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، بحماية من جيش الاحتلال، الذى يشاركهم فى كثير من الأوقات جرائمهم، إلى زيادة معاناة أهالى المدينة، لا سيما فى البلدة القديمة، والتى أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” على لائحة التراث العالمى بناء على تصويت جرى فى 2017، لتصبح البلدة القديمة والحرم الإبراهيمى رابع ممتلك ثقافى فلسطينى على لائحة التراث العالمى بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافى لجنوب القدس).
وقال مستشار محافظ الخليل لشئون البلدة القديمة مدير عام الرقابة فى المحافظة نضال الجعبرى – فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – “إن فى البلدة القديمة قصص كثيرة لا حصر لها تكشف مدى الوجع الذى يعانيه فلسطينيو الخليل من المستوطنين، الذين يقيمون فى 6 بؤر استيطانية هناك، تبدأ من “تل الرميدة” الذى يقيم فيه أكثر المستوطنين تطرفا.. وتنتهى عند الحرم الإبراهيمى الشريف، مرورا بالبؤرة الاستيطانية الأكبر المحاذية لسوق الخضار الذى تم الاستيلاء عليه عقب مجزرة الحرم الإبراهيمى عام 1994 والتى استشهد فيها 29 مصليا، إلى جانب 31 شهيدا سقطوا خارج المسجد، وأصيب أكثر من 200 مواطن فلسطيني“.
ويعد شارع الشهداء – الذى تم إغلاقه فى أعقاب المجزرة – هو قلب مدينة الخليل، وكان الرابط الوحيد بين أجزاء المدينة الشمالية والجنوبية، فأدى إغلاقه إلى تعقيدات كبيرة يعانيها السكان القاطنون فى جهتى المدينة، حيث كان قد أقيم على مدخله حاجز سمى “باب الزاوية” لمنع أى شخص من عبوره، ما عدا ساكنيه وحتى هم يعانون الأمرين من أجل العودة إلى بيوتهم أو الخروج إلى أعمالهم صباحا ومساء، حيث تسيطر إسرائيل عليه بالكامل منذ الانتفاضة الثانية وحولته إلى ثكنة عسكرية لحماية أقل من 400 مستوطن يسكنونه.