أوضحت الجمارك السعودية أنها تعمل على تنفيذ مختلف الإجراءات الحديثة التي تسهم في تسريع وتيرة العمل، ويضاف إلى ذلك التزامها بتطبيق التوجيهات السامية القاضية بالتخليص الجمركي لمختلف البضائع في أقل من 24 ساعة عبر منصة فسح منذ مطلع 2018م.
عقدت “الجمارك”، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة العامة للموانئ، وشركة Maersk العالمية لقاءً صحفيا، حول أهمية تقنية “البلوك تشين” ودورها في تطوير قطاع الشحن، والضمانات التي توفرها لتعزيز أمن سلاسل الإمداد العالمية ورفع موثوقية إجراءات الشحن في كل المراحل من المنشأ حتى الوصول.
وافتتح اللقاء مدير عام التسويق وخدمة العملاء بالجمارك السعودية عادل بارجاء، متحدثاً عن الجمارك السعودية ومواكبتها لرؤية المملكة 2030 موضحاً أن الجمارك مسؤولة عن حماية أمن المملكة وتحصيل الإيرادات (عصب الاقتصاد) وتعد إحدى الجهات الأكثر تداخلاً مع مختلف القطاعات على مستوى المملكة من الجانبين الحكومي والخاص عبر 41 منفذاً، وهذا ما جعلها في طليعة الجهات الحكومية لمواكبة أهداف الرؤية.
من جهته أوضح الدكتور هشام بن عباس، مستشار التقنيات الحديثة والبلوك تشين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن توجهات الوزارة تطوير التقنيات الحديثة وإرساء بنية رقمية قوية تدعم خارطة الطريق الطموحة للتحول الرقمي لتعزيز مكانة المملكة وجعلها من أهم المراكز الرائدة عالمياً. وضمن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، تركز الوزارة على تمكين ونشر تقنية البلوك تشين كإحدى أبرز التقنيات الحديثة من خلال خطة تنفيذية لبناء بيئة متكاملة ecosystem والتي تشمل تطوير نماذج الأعمال وتحفيز الطلب وتأهيل الكوادر الوطنية واحتضان رواد الأعمال واستقطاب الشركات الرائدة في هذا المجال، إلى جانب إعداد تشريعات وتنظيمات ومعايير قياسية داعمة لهذه التقنية.
واستعرض مدير الإدارة العامة لتقينة المعلومات في الهيئة العامة للجمارك محمد العتيبي، تجربة الجمارك السعودية في الاستفادة من تقنية البلوك تشين في العمل الجمركي وخطوات التحول الرقمي في الجمارك السعودية، وأهم تحديات تقنية البلوك تشين ومدى الفائدة المتحققة من هذه التقنية، وأشار إلى إطلاق أول شحنة باعتماد تقنية “البلوك تشين” من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وصولاً إلى ميناء روتردام الهولندي في 12 مايو الماضي، مبينًا أن اعتماد الجمارك لهذه التقنية يُعد الأول على مستوى المنطقة، وهي خطوة تعكس استراتيجية الجمارك في تعزيز حلول الأتمتة والأنظمة الذكية لتيسير التجارة عبر الحدود، وبشكلٍ خاص عبر المنافذ البحرية التي تمثل نحو 80 % من حركة التجارة في المملكة، وأضاف: “تُساعد تقنية بلوك تشين على تحقيق الاستفادة المُثلى من موقع المملكة الحيوي الرابط بين قارات آسيا أوروبا وأفريقيا، وتعزيز دورها كمنصّة عبور محورية لحركة الشحن وتسهيل تدفق البضائع والسلع عبر الحدود البحرية، حيث يعبر قبالة سواحلها نحو 13 % من حركة التجارة البحرية العالمية”.
وأوضح العتيبي أن تقنية “البلوك تشين” تدعم تطور أعمال كبار المستوردين والتجّار عبر تخفيض الوقت والكلفة، وتعزز إسهامهم في تحقيق أمن سلاسل الإمداد، وعلى المستوى العالمي، أكد أن هذه التقنية تُمثل مرجعًا رقميًا يوثق كامل مراحل إجراءات الشحن ويُتيح للأطراف ذوي العلاقة إمكانية الاطلاع عليها في نفس الوقت، دون تدخل أي طرف خارجي، ما يُسهم في تعزيز التعاون الدولي لتأمين سلامة حركة التبادل التجاري وضمان موثوقية سلاسل الإمداد العالمية.
وتناول خالد آل ثنيان مستشار رئيس هيئة الموانئ للتحول الرقمي، دور الهيئة للتعاون مع الجمارك ومختلف الجهات المعنية لتوظيف أفضل التقنيات المساهمة في تسحين بيئة العمل بالموانئ وتخدم تطلع المملكة نحو تحقيق الريادة الإقليمية في مجال استقطاب نشاط حركة الموانئ وسرعة الإنجاز الذي يخدم الحركة الاقتصادية لبلادنا.
وفي هذا الصدد قال محمد شهاب، المدير الإقليمي لشركة Maersk “في العام 2018، جددت الشركة رؤيتها نحو التحول إلى شركة لوجستية عالمية للخدمات اللوجستية للحاويات، وكانت الخطوة الأهم للشركة في تحقيق الرؤية هي تطوير عملية الشحن عبر إيجاد منتجات وخدمات متنوعة لتيسير شحناتهم منها تمويل التجار Trade Finance، إدارة الحاويات عن بعد RCM، وMaersk Spot التي تتيح للعميل حجز الشحنة مباشرة عبر موقع ميرسك الإلكتروني، وفي هذا السياق قمنا بالتعاون مع شركة IBM في بناء منصة TradeLens وهي منصة مشتركة للمستخدمين من شركات الطيران والموانئ والمحطات والسلطات الجمركية والعملاء، لتوفر لهم بيانات الشحن تلقائيًا وبطريقة موثوقة عبر تقنية “البلوك تشين”.