دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الخميس، بعد ضعف موقفه السياسي، منافسه الرئيس في الانتخابات بيني جانتس للانضمام إليه في ائتلاف موسع في خطوة بمثابة تغير مفاجئ في توجهه بعدما أخفق في تحقيق أغلبية تتيح له الحكم.
وقال مكتب جانتس رئيس أركان الجيش السابق وزعيم حزب أزرق أبيض الذي ينتمي لتيار الوسط بعد الدعوة التي وجهها نتانياهو: إن جانتس سيدلي ببيان لاحقاً.
وطرح نتانياهو، زعيم حزب ليكود اليميني وأطول زعماء إسرائيل بقاء في رئاسة الوزراء، عرضه المفاجئ في تسجيل مصور، وقال: إنه تعهد خلال الحملة الانتخابية بتشكيل حكومة يمينية.
وتابع قائلاً: “لكن يؤسفني أن نتائج الانتخابات تظهر استحالة ذلك. بيني، علينا تشكيل حكومة وحدة موسعة، ربما اليوم. الأمة تتوقع منا نحن الاثنين أن نبدي المسؤولية وأن نسعى للتعاون”.
وفي تعليقات لاحقة خلال مراسم حضرها جانتس أيضاً لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة رئيس الوزراء السابق شمعون بيريس قال نتانياهو: إن عرضه لا يحمل شروطاً مسبقة. وتصافح نتانياهو الذي ارتسمت البسمة على وجهه مع جانتس بحرارة.
ولمح نتانياهو لإمكانية التناوب على رئاسة الوزراء مع جانتس، مشيراً إلى أن بيريس اليساري شكل ائتلافاً مع إسحق شامير الذي كان من التيار المحافظ تناوبا فيه على رئاسة الوزراء خلال الفترة من 1984 إلى 1988.
وقال نتانياهو في كلمته: “عندما لم يتحقق فوز واضح في انتخابات الكنيست، اختار شمعون الوحدة الوطنية واتفق مع إسحق شامير على التعاون للوصول بإسرائيل إلى بر الأمان”.
وأضاف: “في هذه الانتخابات أيضاً، لم يتحقق فوز واضح. وإنني أدعوك يا بيني… فلنعمل معاً للوصول بدولة إسرائيل إلى بر الأمان مرة أخرى”.
وتعكس تعليقات نتانياهو ضعف موقفه السياسي بعدما أخفق مجدداً في تحقيق أغلبية برلمانية بعد انتخابات الثلاثاء التي أعقبت تصويتاً غير حاسم في أبريل.
وقال الرئيس ريئوفين ريفلين الذي يتولى منصباً شرفياً إلى حد كبير ويحظى باحترام واسع في إسرائيل: إنه يرحب بدعوة نتانياهو لتشكيل حكومة وحدة. ويقضي القانون الإسرائيلي بأن يكلف الرئيس أحد زعماء الأحزاب بتشكيل حكومة بعد إعلان نتائج التصويت النهائية.
وتشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه بعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات سيسيطر تكتل ديني يميني يقوده ليكود على 55 مقعداً بالكنيست المكون من 120 مقعداً في حين سيستحوذ تحالف من يسار الوسط على 56 مقعداً. وقال جانتس الأربعاء: إنه يأمل في تشكيل “حكومة وحدة جيدة تحظى بشعبية”، لكنه استبعد أيضاً تشكيلها مع حزب ليكود، وعزا ذلك إلى اتهامات بالفساد تحدق برئيس الوزراء. وينفي نتانياهو ارتكاب أي مخالفات.