شهدت المملكة مساء أمس الجمعة حدثاً تاريخياً تابعه الكثير من دول العالم، عبر مختلف منصات التواصل، حيث أعلنت رسمياً عن فتح أبوابها للسياح من مختلف أرجاء العالم وإطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، وذلك خلال احتفالية نظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اليوم في الدرعية التاريخية بالرياض، وشارك في الاحتفالية التي تزامنت مع يوم السياحة العالمي، حشد من صناع السياحة والمستثمرين الدوليين، وذلك بحضور أمين عام رئيس منظمة السياحة العالمية زوراب بولو كاشيفيلي, ورئيسة مجلس السفر والسياحة العالمي غلوريا جيفارا.
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب في كلمة له خلال الحفل الكبير الذي احتضنته الدرعية: “إن المملكة في هذه اللحظة التاريخية تفتح أبوابها للعالم، وإننا شعب من طبعه الترحاب بالزائر وإكرام الضيف، ومن هذا المنطلق سيرى السياح أن الحفاوة والضيافة والكرم وجمال الطبيعة والعمق الحضاري مفردات مهمة في بلدنا”.
وأضاف الخطيب: “إننا الليلة لا نقتصر على فتح أبوابنا للزوار فقط، بل نرحب أيضاً بالمستثمرين في القطاع من سيدات ورجال الأعمال، حيث الفرص الكبرى المتاحة للاستثمار في مجالات السياحة، ونحن بهذا نحقق رؤية المملكة 2030 تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-“.
واستطرد الخطيب: “يسرني الإعلان عن استقطاب 115 مليار ريال حتى الآن، وهذا يؤكد ثقة العالم بمتانة السوق السعودي وفرصه الواعدة”، وأوضح أنه منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 بدأنا العمل الجاد لتكون المملكة وجهة سياحية عالمية، وتزامن ذلك مع إطلاق مشروعات سياحية كبرى وإقرار تنظيمات محفزة للاستثمار في القطاع السياحي، بما في ذلك إقرار مجلس الوزراء للاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية.
وقال الخطيب: “إن المواقع المسجلة ضمن التراث العالمي، تمثّل بعض ما تحتضنه المملكة من تراث حضاري ثري ومواقع سياحية خلابة، مشيراً إلى أن هناك أكثر من عشرة آلاف موقع تاريخي وهذه المواقع هي الأخرى تمثل فرصاً استثمارية واعدة”.
وفور الإعلان عن بدء استقبال المملكة للسياح، بات متاحاً لجميع دول العالم الحصول على التأشيرة السياحية، وسيتسنى في المرحلة الأولى لمواطني 49 دولة الحصول على التأشيرة الإلكترونية عن طريق الموقع الإلكتروني أو فور الوصول إلى المملكة.
ووفقاً لاستراتيجية السياحة الوطنية ستستقبل المملكة 100 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030، في مقابل نحو 41 مليون زيارة في الوقت الراهن.
وستكون المملكة بحلول 2030 واحدة من بين أكثر خمس دول تستقبل السياح والزوار على مستوى العالم، بعائدات تصل إلى 10 % بدلاً من 3 % من إجمالي الدخل الوطني حالياً، فيما سيصل عدد الوظائف في القطاع إلى مليون و600 ألف وظيفة مقابل 600 ألف وظيفة حالياً، ويتوقع أن تشهد المملكة زيادة 500 ألف غرفة فندقية على مدار الأعوام العشرة القادمة.
يذكر أن عدد 100 مليون زيارة سنوياً المستهدفة، ستشمل 25 مليون سائح من داخل المملكة، وذلك عبر التركيز على توفير خيارات داخلية للسواح داخل بلادهم من خلال دعم البنية المساهمة في مساندة القطاع السياحي من نقل وطرق ومطارات وخدمات كهرباء واتصالات.
“السياحة” تدعو شعوب العالم إلى اكتشاف المملكة
قال المشرف العام على الاستثمار والاستراتيجية والتسويق والبرامج بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فهد بن محمد حميد الدين، في كلمة له على هامش حفل إطلاق التأشيرة السياحية، “يسعدنا في هذا المساء التاريخي مشاركة عواصم العالم في عرض فرص جديدة لاكتشاف المملكة العربية السعودية، والبحث بتعمق واسع في ثقافات جديدة، وقيم إنسانية نبيلة يحملها هذا الوطن وأهله، وسيعرفون برؤية جديدة أكبر، وعن كثب جمال هذه البلاد وشعبها، وترحيبهم بالضيف، وكذلك تعزيز لثقافة مرحبة بالعالم، كأساس مترسخ من تراث هذا الوطن وأهله”.
وتابع: “نحن في هذه المناسبة التاريخية نفتح لشعوب العالم الصديق قلوبنا قبل أبوابنا، وقد قمنا في الأيام الأخيرة بحملة تسويقية عن المملكة، وعرضنا أجزاء بسيطة فقط من جمال طبيعة وطننا وتنوعها في عواصم عالمية مثل لندن، وغيرها من دول العالم، وبلغات أجنبية متعددة، وقدمنا من خلال هذه الرسائل تدشينا لمفهوم جديد للسياحة، وانفتاح بلادنا للعالم بصدق وترحيب مستمر، وتهيئة سوق سياحية تستحق الزيارة أكثر من مرة، ونقول جميعا في هذه المناسبة «أهلا بالعالم»”.
ترحيب بالعالم في ليلة عالمية
- أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب، بدء الـتأشيرة السياحية من الدرعية التاريخية في يوم عالمي، وهو أيضا يوم السياحة العالمي، الذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام.
- شهد الحفل حضورا عالميا من مختلف الجنسيات الأوروبية والآسيوية والأميركية، وعلى رأسهم أمين عام رئيس منظمة السياحة العالمية ورئيسة مجلس السياحة العالمية.
- نُظمت على هامش الحفل حلقة نقاش حضرها الخطيب ومسؤولو السياحة العالمية، تناولت الإمكانات السياحية التراثية والحضارية بالمملكة والفرص المستقبلية في هذه الصناعة.
- قدمت تعريفا بعدد من الاتفاقيات الاستثمارية في مجال الصناعة السياحية، ومنها عدد كبير مع الفنادق والمنتجعات العالمية التي ستعمل على مشروعات سياحية جديدة.
- قاعة الحفل في الدرعية التاريخية، قدمت رسالة للعالم عن تميز تراث المملكة من موقع مميز ومسجل في قائمة التراث العالمي.
- طوال الحفل عُرضت صور بانورامية ومشاهد ومقاطع أبرزت المكنون التاريخي لكل مناطق المملكة، وكذلك التنوع الطبيعي، إلى جانب التطوير الحضاري الذي تعيشه كل المدن السعودية.
- شهد الحفل متابعة عالمية، عبر مختلف وسائل الإعلام، وكذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولقي تفاعلا كبيرا، وشهد هشتاق «أهلا بالعالم» باللغتين العربية والإنجليزية مشاركة واسعة من المغردين.
- استخدمت مختلف لغات العالم للتعبير عن الترحيب بشعوب 49 دولة ستحصل على التأشيرة إلكترونيا، أو من أجهزة الخدمة الإلكترونية بالمنافذ.
- رُفعت أعلام الدول التي ستتاح لها التأشيرة، إلى جانب علم المملكة مع دفوف رقصة الوطن «العرضة النجدية».
- قُدم خلال الحفل عرض لأغلب الرقصات الشعبية التي تمثل التنوع الشعبي لمناطق المملكة، ولقيت تفاعلا من الحاضرين.
- شهد الحفل عروضا لمختلف عبارات الترحيب الشعبية التي يقدمها أهالي كل مناطق بلهجاتهم الشعبية.