يدشّن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، اليوم في فندق هيلتون جدة، ملتقى مكة الثقافي في دورته الرابعة تحت شعار «كيف نكون قدوة بلغة القرآن»، بحضور أكثر من 200 مشارك يمثلون الجهات الحكومية والأهلية والمهتمين باللغة العربية.
ويشارك في الموسم الرابع لملتقى مكة الثقافي عدداً من القطاعات الحكومية والأهلية في منطقة مكة المكرمة، إضافة لمركز الملك عبدالله للغة العربية، والمهتمين والباحثين في اللغة العربية، والذين سيعملون خلال حلقة النقاش على إيجاد مبادرات نوعية تعزز قيمة اللغة العربية واستخداماتها. ويهدف ملتقى مكة الثقافي في دورته الحالية إلى إشراك الجهات والمؤسسات والأفراد بالمنطقة في صناعة مبادرات وبرامج نوعية تعزز الهوية الثقافية، وترسّخ استخدام اللغة العربية في كافة مناحي الحياة. وعمل الملتقى خلال موسم العام الماضي الذي حمل عنوان «كيف نطور مدننا لخدمة الحج والعمرة»، على تحقيق العديد من المبادرات النوعية ومن أبرزها تطوير المواقيت في المنطقة وإنشاء صالات ضيافة ملحقة بها، كذلك إطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، جائزة بقيمة مليون ريال مخصصة للابتكار في مجالات الحج والعمرة. ويستهدف الملتقى رب الأسرة في منزله والمعلم في مدرسته، والإمام والخطيب في مسجده والمسؤول في إدارته، فيما نجح الملتقى خلال الموسمين الأول والثاني في تقديم برامج ثقافية وفعاليات معرفية مميزة، أسهمت في بناء الإنسان وتنمية قدراته واستثمار المقومات الثقافية والطاقات الإبداعية في المنطقة، لتنمية المجتمع والفرد وتطوير العمل الثقافي والفكري والمعرفي، إلى جانب إيجاد بيئة تنافسية إبداعية محفزة لتطوير العمل الثقافي والبرامج المعرفية، ورفع كفاءة منظومة العمل الثقافي والمعرفي للجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية بالمنطقة، والتحسين المستمر للأداء ورفع مستوى جودته. يُذكر أن ملتقى مكة الثقافي يسهم في تحقيق الهدف الثاني من أهداف الرؤية التنموية للمنطقة، المتمثل في الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين، عن طريق دعم الجهود التنموية في منطقة مكة المكرمة، ثقافياً وفكرياً وتوعوياً واتصالياً وتنسيقياً، بجانب إشراك المجتمع المدني في تحليل المشكلات واقتراح المبادرات.
من ناحية أخرى، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، تنظم جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، الثلاثاء، بالشراكة مع مركز الهدى للدراسات الشرعية للعمل الخيري، «مؤتمر العمل الخيري.. مقاصده وقواعده وتطبيقاتها»، وذلك في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالعابدية، وسط مشاركة دولية واسعة.
ويهدف مؤتمر العمل الخيري، إلى إبراز وتأصيل المقاصد الشرعية للعمل الخيري، والنهوض بالمسار التجديدي لفقه العمل الخيري المعاصر في ضوء المقاصد والقواعد الشرعية، بالإضافة إلى تعزيز ريادة المملكة العربية السعودية في الأعمال الإنسانية والخيرية. وأوضح رئيس اللجنة العليا للمؤتمر مدير جامعة أم القرى أ. د. عبدالله بافيل، أن أهمية مؤتمر العمل الخيري تكمن في تحقيقه مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي تهدف إلى تمكين القطاع غير الربحي وتعزيز تعاونه المشترك بين القطاعات الحكومة والأهلية، بالإضافة إلى تحفيز القطاع الخيري على تطبيق معايير الحكومة الرشيدة.
وأوضح عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأمين عام المؤتمر د. رائد العصيمي، أن مجموع أوراق العمل البحثية التي وردت للجنة العلمية بلغت نحو 650 بحثاً علمياً قُدمت من 33 دولة، تم إجازة 92 بحثًا حُكمت من قبل اللجنة العلمية، مشيرًا إلى أن المشاركين سيناقشون خلال المؤتمر أوراق عملهم المندرجة في نطاق المحاور التالية: «العمل الخيري ودوره في الإصلاح المجتمعي»، و»المقاصد الشرعية في العمل الخيري»، و»القواعد الأصولية المنظمة للعمل الخيري»، و»تطبيقات العمل الخيري في ضوء قواعده وتطبيقاته»، و»دور المملكة العربية السعودية في خدمة العمل الخيري».
ولفت أمين عام المؤتمر، بأن المخرجات المتوقعة من المؤتمر «تدشين مشروع المعايير الشرعية للأعمال الخيرية»، بالإضافة إلى تدشين «لجنة علمية تعنى بمقاصد العمل الخيري وتطبيقاته»، و»الخروج بوثيقة مكة المكرمة للعمل الخيري والإنساني»، ومن المقرر أن يعقد على هامش مؤتمر العمل الخيري، «ورش علمية متخصصة» ستسهم بمشيئة الله في تنظيم وتطوير مسارات العمل الخيري.