قال الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري: إن الاستثمار في المشروعات الناشئة فرصة مهمة للمستثمرين الأفراد للدخول إلى عالم الأعمال، والذي بات اليوم يشكل أهمية كبيرة في الاقتصاد الإنتاجي عطفا على الدعم اللامحدود الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة وفق ما أكدته رؤية المملكة 2030 في محور الاقتصاد المزدهر على تعزيز مهارات أبنائنا وقدراتهم من أهم مواردنا وأكثرها قيمة لدينا، وسنسعى إلى تحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتهم من خلال تبنّي ثقافة الجزاء مقابل العمل، وإتاحة الفرص للجميع، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكّنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم، وتواصل البرامج التنفيذية أداءها نحو مساهمة هذا القطاع بالاستثمار في التعليم والتدريب وتفعيل برامج ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف: مكونات الاقتصاد السعودي اشتملت على مبادرات وبرامج موجهة لمشروعات ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة للشباب السعودي مما فتح أمامهم آفاقاً جديدة نحو تفعيل هذه الخارطة وتعزيز قدراتها لتكون حراكاً اقتصادياً يُحقق من خلاله الكثير من النتائج الإيجابية في سوق العمل عطفاً على صقل المهارات الإبداعية والابتكارية لدى الكثير من شبابنا القادر على خوض هذا الحراك بكل كفاءة واقتدار.
وتابع الجبيري: وانطلاقا من هذا البعد الجديد صدر مؤخرا نظام الشركات المهنية يتيح مزاولة الشركات للمهن الحرة وفق أفضل الممارسات وهو إضافة جديدة للتوسع في الأنشطة الاقتصادية التي ستخلق كيانات مهنية ستمكن التقنيين والمهنيين ورواد الأعمال في تعزيز الفرص الجديدة وتوسع فرص العمل المهني بتنافسية وحوكمة أكثر حراكاً وإنتاجاً كما أن برنامج الاستثمار الجريء يعد هو الآخر خطوة مباركة تبشر بالخير وبخطوات هائلة حيث تشير التقارير الرسمية إلى إحراز تقدم في هذا الاتجاه بتكامل كل من وزارة التجارة والاستثمار والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهيئة السوق المالية والهيئة العامة للاستثمار، وصندوق الاستثمارات والشركة السعودية للاستثمار الجريء في تقديم محتوى تنفيذي يدعم ويحفز القطاع الخاص كما أنها قدمت في ذات السياق حلولا تمويلية قربت المسافة في مكونات هذا النشاط الاقتصادي والمالي الجديد عبر برامج مختلفة.
وبيّن الجبيري أن من مميزات نجاح مستقبل هذا النوع من الاستثمار أن نسبة المخاطر أقل لكون محتوى الاستثمارات ذا حجم أقل يسهل متابعة تطوراته وتحليلاته، كما أنه من المهم أن تكون تلك المشروعات قائمة على دراسات الجدوى الاقتصادية ودراسة السوق جيدا من جميع جوانبه الفنية، وأن يوائم المشروع الجديد التخصص مشيرا إلى أنه من الأنشطة الواعدة (التطبيقات والأعمال التقنية والذكاء الاصطناعي والمجالات الهندسية بكافة أفرعها والمهن الحرفية وتجارة التجزئة وقطاع الأغذية والمشروبات وقطاع الإيواء وصناعة وتصميم الأزياء غيرها الكثير من الفرص الجديدة) كما أن هناك العديد من الفرص الواعدة في القطاعات التي تتعلق بسوق الأسهم والعقارات والذهب ومن الأهمية بمكان أن تكون اقتصاديات الأعمال ذات تنوع استثماري في مناخها، وهذا سيخلق مشروعات ابتكارية مهمة في مجال ريادة الأعمال وتجارة التجزئة والمنشآت المهنية الفردية والشراكات الإنتاجية الشبابية وبرامج الأسر المنتجة وبرامج العمل عن بعد وغيرها مما سيفضي إلى المزيد من قدرات النشاط الاقتصادي وتوليد ذاته لتحقيق آفاقاً واعدة تواكب التوجه المثالي المُتبع نحو الاقتصاد الانتاجي المتنوع والمُستدام.
وأكد الجبيري أن من أهم العيوب التي تؤدي إلى فشل مثل هذه المشروعات التقليد العشوائي، واستنساخ الأفكار، في حين أن النجاح يعتمد على الأسلوب الجديد والابتكار والاهتمام بالتفاصيل الصغير وبناء منظومـة تعتمد علـى العديد من العناصر الدقيقة وخاصة في جانب التقنية وهو ما سيحقق لها النجاح.
كما قال المحلل الاقتصادي سليمان العساف، إن الاستثمار في الشركات الناشئة من أفضل الاستثمارات لعدة أسباب أولها صغر هذه الشركة، فرأسمالها صغير تعطيك عائدا أكبر مثل الشركة التي رأسمالها مليون ريال، فعند استثمار مئة ألف ريال فستحصل على 10 % من الشركة وقد تكبر وتصبح بعدة ملايين عكس الشركة الضخمة جداً مقيمة بعشرة مليار وتستثمر فيها بحدود عشرة ملايين فلن تحصل إلا بواحد في الألف، بالإضافة إلى أن الشركات الكبيرة نموها صعب جداً ونسبة النمو فيها محدودة ومعروفة، ولا يمكن أن تتوسع بشكل كبير، أما الشركات الصغيرة لديها فرص رغم مخاطرها أكبر من مخاطر الشركات الكبيرة إلا أن نموها سريع ولديها مزايا.
وينصح العساف عند الاستثمار في الشركات الصغيرة لا بد النظر بالشركة وإدارتها والمنطقة التي هي فيها والقطاع الذي تعمل به ومن هم الشركاء المحتملون ومن هم المنافسين، وما فرص التطور والتوسع والكبر فيها حتى نستطيع أن نقدم عليها.
وأضاف، من ضمن المخاطر التي قد تتعرض لها الشركات الصغيرة بما أنها صغيرة أو ناشئة فعرضتها للزوال أو للإفلاس سهلة جداً، ولكن هي فرصة جيدة لتنوع الاستثمار مثل الصناعة والبتروكيميائيات والبنوك حتى لو فشل نوع نجح النوع الآخر.