نال قرار لعب منتخبنا أمام نظيره الفلسطيني في رام الله اهتماماً بالغاً في الوطن العربي عموماً، وفي الأوساط الفلسطينية خصوصا، إذ برهنت المملكة مجدداً على دعمها الكبير وغير المستغرب للقضية الفلسطينية، وما قدمته وما زالت تقدمه السعودية أمر طبيعي في سبيل تعزيز صمود الفلسطينيين، ودعماً لقضيتهم التي تحظى باهتمام كبير من المملكة طوال التاريخ.
ولعب «الأخضر السعودي» على أراضي فلسطين لن يغير من واقع الموقف السياسي للمملكة تجاه القضية الفلسطينية، فكل ما في الأمر أن المباراة المنتظرة بين المنتخبين في رام الله ضمن التصفيات الأولية الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022م، مقررة سلفًا وفق جدولة رياضية معتمدة مسبقًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وخوض المباراة في رام الله جاء ضمن متطلبات الاتحاد الدولي، والتزاماً بلعب المباريات وفق الجدول المقرر مسبقًا، كون «الفيفا» يفرض عقوبات قاسية ضد المنتخبات التي تتخلف عن اللعب في بعض الدول دون وجود حجج قوية، تصل حد الحرمان من المشاركات الدولية، واتحاد القدم حريص على عدم فرض أي عقوبات على منتخبنا من هذا النوع. كما أن استجابة اتحاد القدم لطلب نظيره الفلسطيني باللعب في رام الله يأتي ضمن الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة للأشقاء العرب، بما فيهم الفلسطينيون، وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء نتذكر وقفة الأمير الراحل فيصل بن فهد مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ومساهمته في اعتراف الاتحاد الدولي به، وبالتالي اعترافه بالحكومة الفلسطينية، وساهمت المملكة في مشروع ضخم لتطوير قطاع الرياضة في غزة، عندما قدمت ثمانية ملايين دولار من أجل تطوير البنية الرياضية التحتية، وتحسين المنشآت الخاصة بملاعب كرة القدم، إذ شملت المنحة خمسة ملاعب، من خلال تغيير إنارتها وترميم المدرجات وإعادة ترميم المباني داخل ملاعب كرة القدم، حتى حولتها من ملاعب غير صالحة للاستخدام إلى أخرى تحتضن المباريات والجماهير.