افتتح نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، أعمال الندوة العلمية «تعليم القرآن الكريم للأشخاص ذوي الإعاقة.. تقويم للواقع واستشراف للمستقبل»، والمعرض المصاحب للندوة التي يشارك فيها عدد من المتخصصين والمتخصصات في مجال تعليم القرآن الكريم للمكفوفين من عدة دول.
ونوّه الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور بندر بن فهد السويلم بما يحظى به المجمع من عناية ورعاية دائمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ لتعليم القرآن الكريم وطباعة إصداراته ونشره في أرجاء المعمورة، ودعم المجمع حتى أصبح مرجعًا معتمدًا وصرحًا علميًا مميزًا.
وأكد السويلم حرص المجمّع على تيسير كل السبل والإمكانات لجميع الفئات لينهلوا من علوم القرآن الكريم وفضائله ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه، كون تلاوة القرآن الكريم وتدبّر معانيه حقًّا للجميع، وأن الخيرية تكمن في تعلم القرآن وتعليمه، معربًا عن أمنياته للمشاركين والمشاركات في الندوة بأن يسهموا في النهوض بمنهجية جديدة وابتكارات وأفكار نيّرة ومتطورة تسهم في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال هذه الندوة التي تتضمن سبع جلسات علمية يتحدّث فيها متخصصون ومتخصصات، وتشمل معرضًا تشارك فيه عدد من المؤسسات والمراكز المعنية بخدمة ذوي الإعاقة وتحوي منتجات منوعة لخدمتهم.
من جانبه، أكد الدكتور سعد يوسف في كلمته التي ألقاها نيابة عن المشاركين في الندوة، أن عناية الإسلام وتعليمه بالضعفاء وأصحاب العوق ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مبيناً أن تعليم ديننا الحنيف ووصايا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ تحثّ على مساعدة الضعفاء وأصحاب العوق بمختلف فئاتهم والرفق بهم ورعايتهم، مبينًا أن هذه الندوة العلمية المباركة تبرز عناية المملكة وقيادتها الحكيمة بالأشخاص ذوي الإعاقة لا سيما المكفوفين والحرص على تعليمهم كتاب الله، وتسهيل تلاوته، مفيدًا أن الندوة تسهم في مواجهة التحديات التي يجدها الأشخاص ذوي الإعاقة وتيسير السبل والوسائل التي تعينهم على النهل من مختلف العلوم ليكونوا شركاء في بناء مجتمعاتهم.
بعد ذلك، شاهد الحضور عرضًا مرئيًا استعرض نشأة مجمع الملك فهد، ومنجزاته، ومراحل تطوّره وإصداراته بمختلف اللغات.
عقب ذلك، أطلق نائب وزير الشؤون الإسلامية عددًا من المشروعات التي نفّذها المجمع، شملت مشروع «مصحف المدينة النبوية للمكفوفين» الذي يتألف من خمسة مجلدات لسور القرآن الكريم، كما أطلق معاليه مشروع «الترجمة اليابانية لمعاني القرآن الكريم»، التي تتضمن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية والتي تم العمل على تنفيذها على مدى ثلاث سنوات، ويتحدّث بهذه اللغة 125 مليون نسمة.
كما أطلق خلال الحفل مشروع «ترجمة معاني القرآن الكريم للغة العبرية»، ويتضمن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية التي يتحدّث بها تسعة ملايين نسمة، وقد استغرق العمل العلمي والفني لتنفيذ المشروع أربع سنوات.
كما تضمنت قائمة المشروعات التي جرى افتتاحها مشروع المستودع الجديد للمجمع الذي يقع على مساحة قدرها 11 ألف متر مسطّح بتكلفة قدرها 93 مليون ريال، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستودع الجديد 25 مليون إصدار من المصحف الشريف ومختلف إصدارات المجمع.
وعبر النائب عن شكره للقائمين على أعمال هذه الندوة من المشاركين والمشاركات في جلساتها العلمية، واللجان العاملة، مشيرًا إلى أن الندوة تمثّل اجتماعًا بفئة غالية أحسنت للمسلمين قبل أن تحسن لنفسها، مبينًا أن كثيرًا من علماء الأمة ابتلاهم الله بما كان سببًا لمحبتهم، مضيفاً أن الإعاقة الحقيقية هي أن يعيق الإنسان فكره وقلبه عن تعاليم دينه، وليس إعاقة البصر.
ونوه بعناية حكومة المملكة بتعليم كتاب الله ونشره للفئات كافة، بما في ذلك المكفوفين, انطلاقاً من عنايتها بالقرآن الكريم والسنة النبوية قولًا وعملًا، إذ جعلت هذه البلاد حرسها الله دستورها كتاب الله وسنة المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ منذ تأسيسها، سائلا الله ــ جل وعلا ــ أن يوفق المشاركين في الندوة لتحقيق أهدافها النبيلة.