في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضها العدوان التركي على المناطق السكنية والبنى التحتية بريف الحسكة. تبذل الجهات الخدمية في المحافظة جهوداً مكثفة لتأمين الخدمات المختلفة للمواطنين ومعالجة آثار العدوان التركي في ظل استهدافه المنشآت الخدمية الحيوية بشكل متعمد بهدف التضييق على الأهالي وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إن محطة مياه علوك المورد المائي الوحيد الذي يغذي مدينة الحسكة والريف الغربي ويوفر المياه لما يقارب المليون نسمة، كان هدفاً مباشراً للعدوان التركي الذي استهدفها بعدة قذائف أدت إلى خروج المشروع من الخدمة ولتأمين المياه. سعت المؤسسة العامة لمياه الشرب بالتعاون مع مديرية الموارد المائية إلى إيجاد حل بديل وسريع تمثل في استثمار مياه سد الحسكة الشرقي.
وأوضح المهندس محمود العكلة، مدير المياه، أن محطة مياه السد الشرقي كانت متوقفة عن العمل منذ ما يقارب العشر سنوات نتيجة الاعتماد على مشروع علوك في تأمين المياه. وأمام الوضع الراهن كان لا بد من معاودة إجراء صيانة للمحطة بشكل سريع وخلال أقل من يومين تم تجهيزها وتنقية المياه وتعقيمها وضخ أول وجبة باتجاه مركز المدينة ومن ثم باتجاه باقي المناطق تباعاً لافتاً إلى أن هناك محاولات مستمرة للوصول إلى مشروع علوك الذي يقع بالقرب من مدينة رأس العين على الرغم من تواصل العدوان عليها وذلك لإجراء الصيانة الكهربائية له وإعادة تشغيله.
وأوضحت الوكالة، أن القطاع الكهربائي تضرر كثيراً في المناطق الشمالية نتيجة العدوان التركي حيث تم استهداف الخط 230 ك.ف القادم من سد تشرين باتجاه المحافظة من قبل طيران العدوان التركي في منطقة مبروكة بريف المحافظة الغربي ما أدى إلى خروجه من الخدمة كما استهدف الشبكة الكهربائية المغذية لمشروع مياه علوك ومحطة تحويل كهرباء القامشلي بقذائف المدفعية.
مدير شركة الكهرباء المهندس أنور العكلة، أوضح أن المحافظة تتغذى حالياً بالكهرباء عن طريق خط الطبقة-البواب بعد خروج خط تشرين مبروكة من الخدمة مشيراً إلى أن الورشات الفنية في حالة استنفار منذ بدء العدوان حيث استطاعت في اليوم الثاني من العدوان الوصول إلى محطة مياه علوك وإجراء صيانة كهربائية لها إلا أنه تم استهدافها مجدداً وهناك محاولات مستمرة من قبل الشركة بهدف الوصول إلى الأماكن التي تضررت بها الشبكة الكهربائية وإجراء الصيانات لها.
ولفت المهندس العكلة، إلى أن الورشات الفنية أجرت صيانات في القامشلي على خط الصوامع 20 ك.ف وإعادته للخدمة ولا سيما أنه الخط المغذي للصوامع ومطحنة الجزيرة والبريد والعنترية وآبار مياه العويجة بعد استهدافها من قبل العدوان التركي.
وأثناء انقطاع المياه عن مدينة الحسكة خلال الأيام القليلة الماضية عمل مجلس مدينة الحسكة على تجهيز عدة آبار منزلية في مناطق مختلفة في المدينة بهدف الاستعمالات المنزلية إضافة إلى تسيير عدة صهاريج مياه صالحة للشرب لتوزيع المياه النظيفة والصالحة للاستهلاك على الأهالي.
ورغم قذائف الحقد، أصر عمال المخابز في المناطق التي تشهد اعتداءات تركية على الاستمرار في العمل لتوفير مادة الخبز للأهالي ما أدى إلى ارتقاء شهداء من الكوادر العمالية في مخبز القامشلي ورأس العين.
مدير فرع المخابز يوسف حمد، أوضح أن اثنين من عمال مخبز القامشلي ورأس العين استشهدا أثناء تأدية واجبهما الوظيفي نتيجة قذائف العدوان التي استهدفت هذه المنشآت الخدمية مبيناً أن جميع مخابز المحافظة تعمل طيلة فترة العدوان باستثناء مخبز رأس العين أما مخبز القامشلي فتوقف لمدة ساعتين إثر الاستهداف المباشر ومن ثم عاود العمل.
وأمام حركة نزوح الأهالي من المناطق الشمالية من المحافظة التي تشهد اعتداءات النظام التركي ومرتزقته اتخذت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية العاملة بالمحافظة إجراءات متعددة لإيواء النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة وتقديم المساعدات المختلفة لهم.
ولفت مدير الشؤون الاجتماعية والعمل عصام الحسين إلى أن المديرية وبالتعاون مع فرع الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الخيرية “الآشورية واليمامة والمودة وأنا إنسان وهيئة مار أفرام” قدمت مساعدات لمئات العوائل الوافدة إلى اثنين وعشرين مركز إيواء منتشرة في عدة مناطق من المحافظة موضحاً أن المساعدات تضمنت سلات غذائية وصحية ولوازم النظافة وخزانات المياه وعبوات مياه الشرب والأغطية وغيرها من المستلزمات إضافة إلى خدمات طبية.