تعيش الجماهير الاتفاقية حالة من الغضب تجاه فريقها الذي بدأ منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بشكل جيد، ولكن سرعان ما تراجع المستوى الفني بشكل مفاجئ مما جعل الفريق يتلقى الخسارة تلو الأخرى، وكان الاتفاق قد بدأ الموسم بصورة جيدة من خلال تحقيق انتصاره الأول أمام الوحدة بهدفين دون رد ورغم خسارته في الجولة الثانية من ضيفه الأهلي إلا أنه عاد لسكة الانتصارات وبنتيجة كبيرة عندما فاز بسداسية نظيفة في مرمى الحزم، قبل أن يتعرض الفريق لهبوط فني واضح أفقده توهجه خلال ثلاث مواجهات متتالية خسرها أمام الفيصلي وأبها والهلال.
بدورها قامت الجماهير الاتفاقية توجه الانتقادات الحادة تجاه إدرة النادي برئاسة خالد الدبل والجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني خالد العطوي سواء التي تواجدت في مقر النادي أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتباينت آراء الشارع الاتفاقي حول أسباب تدهور الفريق، فالبعض حمّل مدرب الفريق مسؤولية مسلسل الخسائر، فيما يرى البعض أن الإدارة الإتفاقية لم توفق في اختياراتها الفنية على صعيد المحترفين الأجانب، وذهب آخرون إلى عدم جدية بعض اللاعبين الذين يعتبرون أعمده أساسية في الخارطة الاتفاقية، ويرى بعض النقاد الفنيون واللاعبون الاتفاقيون السابقون أن هناك مشكلة فنية واضحة بدورها كلفت الفريق خسارة النقاط وظهوره بشكل غير جيد خلال الجولات الماضية، وطالبوا الجهاز الفني بمعالجة الخلل في أسرع وقت لعودة الفريق إلى وضعه الطبيعي في تحقيق الانتصارات خاصة أمام الفرق المتوسطة فنياً وعدم تكرار سيناريو المواسم الأربعة الماضية التي كان فيها الفريق يحاول الابتعاد عن شبح الهبوط من دوري المحترفين.
من جانبه طالب حارس مرمى الاتفاق سابقاً فؤاد المقهوى الجهاز الفني بقيادة الوطني خالد العطوي بالثبات على تشكيلة أساسية خلال مواجهات الفريق المقبلة مبيناً أن تغيير الأسماء من مباراة إلى أخرى انعكس سلبياً على شكل الفريق الذي تلقى ثلاث هزائم متتالية.
وأضاف “من الواضح أن خطة المدرب لا تناسب التوليفة الحالية من اللاعبين حيث بات واضحاً أنه يريد بناء الهجمة من المناطق الخلفية ولكن ذلك كلف الفريق العديد من الأخطاء خاصة في لقاء الهلال الماضي، فالاتفاق اعتاد على طرق أخرى مختلفة من خلال إشراف جميع المدربين السابقين.
من جانبه أثبت المدرب الوطني خالد العطوي جدارته من خلال قيادته للمنتخب السعودي للشباب وربما هذا سبب تعاقد الادارة الاتفاقية معه، رغم اختلاف طبيعة العمل الفني بين الأندية والمنتخبات ولكنه يبقى مدربا قدم نفسه بشكل جيد من خلال المواقع التي عمل فيها سابقاً”.
وتابع: “خلال الخمس جولات الماضية لم يلعب الفريق بتشكيلة ثابتة رغم إقامة معسكر إعدادي قبل الموسم لمعرفة نهج وأسلوب الفريق، وفي هذا الوقت تحديداً وبعد بداية المنافسة لا تستطيع كمدرب أن تخوض تجارب فنية أثناء المواجهات الرسمية وسيساهم ذلك في عدم الاستقرار الفني وبالتالي ستكون نتائج الفريق غير مرضية”.
واختتم: “إلى الآن لم يقدم المحترفين الأجانب أنفسهم بشكل جيد باستثناء المهاجم البرازيلي روجيرو
والتونسي نعيم السليتي، ونتمنى أن يستفيد الاتفاق من جميع الأسماء الأجنبية التي تم التعاقد معها لتدعيم
صفوف الفريق وإضافة الفارق الفني المميز”.
من جهته أرجع لاعب الاتفاق سابقاً حمد الدبيخي سبب تراجع مستوى الفريق إلى وجود فجوة فنية بين الجهاز الفني بقيادة الوطني خالد العطوي ولاعبي الفريق، مبيناً أن المدرب يريد تطبيق منهجية معينة لا تتوافق مع إمكانيات العناصر الموجودة حالياً، موضحاً أن حل هذه المشكلة بيد المدرب.
وأضاف “يجب على أي مدرب أن يرسم الشكل الفني لفريقه وفق قدرات لاعبيه، ولا يسعى لتطبيق نهج فني لا يناسب نوعية الأسماء التي تمثل الاتفاق حالياً، مازلنا في بداية الموسم والفريق الاتفاقي من ضمن فرق كثيرة تعاني من تذبذب المستويات من جولة لأخرى ويمكن تدارك ذلك من خلال الوقوف على الأخطاء ومعالجتها بأسرع وقت لإيقاف النزيف النقطي ومسلسل الخسائر المتتالية”.
مضيفاً “هناك مشكلة تكمن في عدم معرفة مايملكه اللاعبين من إمكانيات يستطيع المدرب أن يبني عليها أسلوبه الفني ويوظفهم في الملعب التوظيف الصحيح خاصة الاسماء الأجنبية التي استقطبتها الإدارة قبل انطلاق الموسم”.
واختتم: “جميع الفرق تعاقدت مع أسماء أجنبية محترفة واستغلت قرار وجود السبعة أجانب في الدوري، والاتفاق أحد هذه الاندية ولكن إلى الآن لم نرَ التأثير الفني للمحترفين، وكان ينبغى على مسيري البيت الاتفاقي أن يركزوا على القيمة الفنية التي ستضيفها هذه الأسماء قبل التعاقد معها”.
من جانبه شدد مهاجم الاتفاق السابق يسري الباشا على أهمية تحديد الأهداف التي تسعى إدارة خالد الدبل لتحقيقها هذا الموسم، متسائلاً هل إدارة الاتفاق تريد المنافسة على تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أم تسعى للبقاء في مركز متقدم من سلم الترتيب موضحاً أنه من خلال تحديد أهداف الفريق سيخفف الضغط الجماهيري في الشارع الاتفاقي.
وأضاف “الاتفاق لم يتغير عن المواسم الأربع الماضية، ودائماً ما تكون بدايته جيدة ثم يظهر التراجع الفني المفاجئ على الفريق بشكل عام، وهو سيناريو إعتادت عليه الجماهير الاتفاقية التي في كل موسم تدخل في دائرة القلق والخوف من الهبوط للدرجة الأولى”.
مضيفاً “مع كامل احترامي لإدارة الاتفاق التي لم يكن لها هدف واضح من خلال تعاقدها مع المدرب الوطني خالد العطوي الذي نجح مع فريق النجوم في الدرجة الأولى ومع الأخضر الشاب ولكن الواقع يختلف تماماً في الاتفاق، وأرى أن المدرب الوطني خالد العطوي لم يكن خياراً موفقاً هذا الموسم، وطالما أنه تم اختياره فقرار إقالته حالياً أصبح أمراً صعباً إلا إذا اعترفت إدارة النادي بخطئها بالتعاقد معه.
وتابع: “الجميع يعلم أن الإدارة الاتفاقية منتخبة للمرة الثانية، والكل يترقب نتائج عملها على الفريق الأول، ولابد أن تعي أنها ترأس فريق كبير يعتبر الواجهة الأكبر للمنطقة الشرقية، ومن خلال إيضاح أهدافها قبل كل موسم سيساهم ذلك في الحد من الغضب الجماهيري”.
واختتم: “جميع التعاقدات مع المحترفين الأجانب لم تكن على قدر الطموحات والتطلعات، باستثناء الحارس الجزائري رايس امبولحي والتونسي نعيم السليتي وكان لدى إدارة الاتفاق متسعاً من الوقت لجلب أسماء قوية تضيف القيمة الفنية للفريق وتساعد على ظهور الفريق بصورة أفضل خلال منافسات الدوري”.