نظم نادي الإعلام بجامعة الملك سعود يوم الأربعاء الماضي ندوة بشأن حياة الراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أستاذ الإعــلام ومؤرخه»، وتناول الدكتور عبدالملك الشلهوب البعد البحثي في حياة الشبيلي، وجهوده الأولية فيه التي نتج عنها تعريف طلاب الدفعات الأولى من القسم بتاريخ الإعلام السعودي، والتي أصبحت أحد المواد الأساسية فيما بعد، إضافة إلى اعتماده على السرد التاريخي كمنهج بحثي، واهتمامه بالتوثيق في كل كتاباته، فضلاً عن رؤيته النقدية المتعمقة، وأشار الشلهوب إلى مكانتة الراحل الشبيلي العلمية ورصانته الفكرية، وطريقة الفريدة في معالجة القضايا الإعلامية، ووصفه بالمؤسسة الإعلامية المتكاملة لما أنتجه من رصيد علمي وصل عدده إلى 60 مؤلفاً أهمه كتاب «الإعلام في المملكة العربية السعودية» كدراسة تحليلية وثائقية وصفية صدرت عنه قبل نحو 20 عاما.
وتحدث الدكتور محمد الأحمد ليحكي عن تجربته كطالب في أول دفعة تخرجت من القسم مع الراحل، والتي تتلمذ على يده في مقرر «تاريخ الإعلام السعودي»، مشيراً إلى دوره البارز في تشكيل معارف وشخصية طلابه في ذلك الوقت داخل المحاضرات من خلال شخصيته الحاضرة، وخارجها من خلال رفقته لهم في العديد من الزيارات الميدانية في كبرى المؤسسات الإعلامية كوكالة الأنباء السعودية، ومؤسستي اليمامة والجزيرة الصحفية، متيحاً لهم فرص معايشة العمل التلفزيوني من خلال التدريب الصيفي بحكم كونه يشغل منصب مدير عام التليفزيون في ذلك الوقت، منبهاً على عدم انقطاع الشبيلي -رحمه الله- عن تواصله العلمي والإنساني لما بعد مرحلة البكالوريوس حتى وصل لمنصب وكيلاً للقسم ثم وكيلاً لكلية الآداب.
وركز الدكتور عادل المكينزي على الجوانب المضيئة في شخصية الفقيد كأحد رموز التاريخ، والإعلام في المملكة من خلال تجربته الحياتية معه منذ أن تتلمذ على يده في مادة الإعلام السعودي، مستعرضاً تاريخه الإعلامي الذي جمع فيه بين الجانب الأكاديمي، المهني، كأول مبتعث يحصل على الدكتوراه في الإعلام سنة 1972 ويثري المكتبة العربية الإعلامية بالعديد من المؤلفات الرصينة، إلى جانب دوره المؤسسي كأول مذيع، ومدير عام للقناة السعودية، ممتداً عطاؤه في العمل الإذاعي والتلفزيوني لأكثر من ثلاثة عقود.
وعن لمسات الوفاء للراحل أثناء حياته، تحدث المكينزي عن أول زيارات لجنة الخريجين العام الماضي له قبيل وفاته، والتي عبر فيها عن استعداده لتقديم كل طاقته لما يخدم قسم الإعلام وخريجيه، مقدماً للقسم إهداءات من كتبه القيمة في مختلف التخصصات، وأشار إلى تميز الشبيلي -رحمه الله- بقدر كبير من البساطة، والعفوية التي ظهرت في حواره مع طلابه، إضافة إلى إيمانه بحرية الرأي في الحرم الأكاديمي، واحترام كل صاحب رأي، فضلا عن تواضعه الجم رغم من توليه أعلى المناصب، واقترح المكينزي الإعلان عن جائزة تحمل اسم الراحل يتم منحها للطالب المثالي للقسم كل عام، وإعداد كتاب بعنوان «هكذا تعلمنا» داعياً الطلاب، والباحثين، وأعضاء هيئة التدريس إلى جمع ورصد كل المواقف والكلمات والمشاعر والحكايا عن الشبيلي ليتم نشرها في هذا الكتاب.