تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى مجلس الشورى حينما يرسم الخطاب الملكي المرتقب لخادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال السنة الرابعة والأخيرة من دورة مجلس الشورى السابعة، السياسة الداخلية والخارجية للدولة ويحدد الملامح الأساسية للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وحسب أحاديث متنوعة لأعضاء الشورى لـ”الرياض” فتشريف الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – للمجلس يعد شرفا كبيرا للأعضاء ويلقي عليهم مسؤولية جسيمة تتطلب منهم مضاعفة الجهد وحسن أداء التكليف الذي على عواتقهم، مؤكدين أن الخطاب موجه إلى الأمة داخليا وخارجيا ولن يخلو من مراجعة المنجزات الوطنية الكبرى خلال العام المنصرم، وبيان موقف المملكة من الأحداث الإقليمية والعالمية، والسياسية والاقتصادية والأمنية، معتبرين الخطاب تقليدا برلمانيا أصيلا يتم بحضور كبار المسؤولين في المملكة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين فيها بالإضافة لرجال الصحافة والإعلام، مشددين على واجب مجلس الشورى في موازاة حراك القيادة الحكيمة المثابرة في حزمها وعزمها، مؤكدين حاجة المجلس إلى مراجعة شاملة لنظامه ولوائحه الداخلية وتوسيع صلاحياته لتعزيز دوره التشريعي والرقابي بما يتفق مع معطيات ومتطلبات عصر الإنجاز والحزم والعزم وترقبهم لقرارات محاسبيه، ويتطلع الأعضاء أن يُعلن اليوم الأربعاء من تحت القبة عن انطلاق عهد جديد للشورى يتماهى مع الوثبة الطموحة التي يقودها ملك التجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويتسق مع الهيكلة والإصلاحات التي طالت الأجهزة الحكومية ويتناغم مع ما استحدث من مجالس إشرافية وتنفيذية ومن أجهزة رقابية جديدة، وتتويجاً لخبرات وتجارب المجلس التراكمية خلال العقود الماضية.
وعدَّ عبدالله زبن العتيبي رئيس اللجنة الصحية أن الخطاب يمثل وثيقة لمواصلة مسيرة الإصلاح والبناء وتجسيدا لتواصل القائد مع شعبه، لافتاً إلى أنه سيحمل الكثير من المضامين والرسائل المهمة للداخل والخارج، مرتكزها تحقيق خدمة ورفاه المواطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتنمية المتوازنة، وتقييم المرحلة السابقة، واستشراف المستقبل، والاستمرار على منهج المملكة السياسي المتزن والذي يجسد دورها ومكانتها المرموقة إقليميا ودولياً لدعم الاستقرار الأمني والاقتصادي، ويشير د. العتيبي إلى أن المجتمع المحلي والدولي يُنظر للخطاب السنوي الذي سيلقيه الملك سلمان بن عبدالعزيز في الشورى اليوم بأهمية بالغة، متوقعاً أن يلقي الخطاب الضوء على الحراك التطويري الكبير الذي تشهده هياكل أجهزة الدولة المختلفة ومراجعة أنظمتها ولوائحها ومجالسها للرفع من فاعلية الأداء ودفع وتيرة الإنجاز نحو مستقبل أكثر إشراقا للوطن والمواطن من خلال ما تضمنته رؤية المملكة وخطة التحول الوطني.
وأكد رئيس اللجنة الصحية أن المضامين السامية للخطاب الملكي تجعل الجميع يحرص على الاستنارة بها فهي بلا شك ستلامس جوانب مهمة لكل مواطن، ويحمل في طياته هموم هذا القائد الحريص على وطنه وعلى أمته وتوفير ما من شأنه بناء الإنسان ورفاهيته والرفع من مستواه في جميع الجوانب التي تمس حياته المعيشية وتحفظ مقدرات هذا الوطن الغالي” وتابع العتيبي: الخطاب الملكي يكون في مجمله دليل ينهل منه أعضاء المجلس بما يحمله من نظرة ثاقبة نحو التطوير والإصلاح والشفافية للحفاظ على مخرجات التنمية بجميع جوانبها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية والارتقاء بمستوى أداء مؤسسات الدولة وأجهزتها، إضافة إلى الحرص على الاستثمار في أنحاء هذا الوطن والتوسع المدروس في توظيف الشباب السعودي المؤهل لتشمل السعودة جميع القطاعات الحيوية، وأيضاً توفير البيئة والمناخ المناسب لرفع المستوى المعيشي للمواطنين، وجعلهم ركناً أساسياً في مسيرة التنمية ولتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي.
وأبدى الدكتور فيصل الفاضل رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة سعادته بتشريف خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – بزيارته المرتقبة لمجلس الشورى وإلقائه الخطاب الملكي اليوم بمشيئة الله تعالى وقال إن الخطاب يمثل بالنسبة للوطن ولنا كأعضاء نبراساً ومنهجاً وخطة لعمل الحكومة وفيه مؤشرات مبشرة للمواطنين، مشيرًا إلى أن أعضاء الشورى ينتظرون بداية كل عام شوريَّ هذه المناسبة حيث يتوّج خادم الحرمين الشريفين عاماً مضى من الدورة الحالية لمجلس الشورى، ويفتتح عاماً جديداً، وقال الفاضل: “هذا الخطاب خارطة طريق في العام القادم، وكل عضو يأخذ ما يتعلق بلجنته ويركز فيها كخارطة طريق لهم فيما يتعلق باختصاص كل لجنة” وأضاف: ونحن في لجنة الاقتصاد والطاقة نقرأ ونشاهد ونستمع إلى البرامج والأهداف والمبادرات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية بالدولة نتمثلها ونستحضرها في كل اجتماع من اجتماعات اللجنة الاقتصادية، ونأخذ مضامين الخطاب الملكي كسياسة وإرشادات فيما يتعلق بتوصياتنا على التقارير، كما أن مجلس الشورى، من خلال لجانه المتخصصة كل لجنة فيما يخصها، يراقب تقارير الجهات الحكومية خلال العام مسترشداً بالخطاب الملكي ومضامينه فيما يتعلق بالرقابة على أداء الجهات الحكومية، وتضع كل لجنة نصب عينيها مضامين الخطاب الملكي الكريم وتأخذها وتترجمها في توصيات على تقارير تلك الجهات، وكذلك الحال مع الجانب التشريعي فينظر أعضاء المجلس إلى المضامين والتوجيهات التي يتضمنها الخطاب الملكي ويتم أخذها في الاعتبار ومراعاتها أثناء دراسة مشروعات الأنظمة سواء الواردة للمجلس أو التي يقترحها المجلس من خلال أعضائه.
وقال رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة إن المجلس يستمع بإمعان إلى الخطاب الملكي ومضامينه المتعلقة بالسياسة الخارجية للمملكة سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي، ويسترشد بها من خلال لجان الصداقة البرلمانية ويأخذها في الاعتبار عند وضع خطط هذه اللجان وتواصلها مع اللجان البرلمانية النظيرة في الدول الأخرى وبرامج زياراتها لتلك الدول واستقبالها للوفود البرلمانية بما يدعم مواقف المملكة ويسهم في تعزيز العلاقات وتقويتها بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة.
ويؤكد الدكتور محمد عبدالعزيز الحيزان رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار أن خطاب خادم الحرمين الشريفين في المجلس وبما يحمله من مضامين ورسائل مهمة للداخل والخارج، يبرز أهمية دور المجلس وحضوره في المشهد الوطني بوصفه واحداً من المؤسسات التنظيمية والرقابية المهمة في الدولة التي وجدت الدعم والرعاية، وينتظر منه تقديم ما يواكب هذه التطلعات ويحقق آمال المواطن، واعتبر الحيزان الخطاب ركيزة عمل أساسية للمجلس وخارطة طريق ومنهاج عمل له نظراً لشمولية الخطاب الملكي وتصديه للقضايا الأساسية على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي مختلف المجالات، لاسيما وأن هذا الخطاب يأتي بعد ظهور مؤشرات إيجابية لأهداف رؤية المملكة ووجود برنامج واضح ومحدد للتحول الوطني والذي ستكون فيه القضايا الاقتصادية حاضرة بقوة وكذلك قضايا التنمية وكل ما يهم مصلحة المواطن بحيث يتم توزيع مضامين هذا الخطاب على لجان المجلس كلاً بحسب اختصاصاتها لتستنير هذه اللجان بالمضامين التي شملها الخطاب الملكي وذلك من خلال ممارستها لأعمالها سواء فيما يتعلق بدراستها للتقارير التي تدخل ضمن اختصاصاتها أو من خلال الأعمال التشريعية التي تحال إليها وتقوم بدراستها بحيث يكون ما تضمنه الخطاب الملكي حاضراً بشكل أساس ضمن منهج عمل هذه اللجان وبرامجها.
ويقول الدكتور هادي بن علي اليامي رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية بالمجلس، إلى أن تشريف خادم الحرمين الشريفين للمجلس ومخاطبته أعمال السنة الشورية الرابعة من الدورة السابعة يلقي مسؤولية جسيمة تتطلب من الأعضاء مضاعفة الجهد وحسن أداء التكليف الذي على عواتقهم، وأضاف “رغم تعدد مشاغل خادم الحرمين الشريفين وتشعب مسؤولياته إلا أنه يحرص كالعهد به دوما على مخاطبة المجلس في بداية كل سنة شورية، إيمانا منه بأهمية ترسيخ نهج الشورى الذي عرفت به هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يد الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود” ويقول اليامي: إن هذا التشريف يتطلب منا بذل مزيد من الجهد، وأن يكون أعضاء المجلس عينا للقيادة الرشيدة، تراقب الأداء العام للدولة، وتنقل هموم المواطن ورغباته لقيادته الحكيمة التي ما توانت يوما عن الاستجابة لطلباته وتحقيق تطلعاته”.
وتابع عضو الشورى رئيس لجنة الهيئات الرقابية مشيراً إلى المملكة في هذا العهد الزاهر تمر بمنعطف مهم في تاريخها، وهي تستشرف آفاق التحديث والتطوير الذي يقف وراءه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على ضوء رؤية المملكة التي نقلتها إلى مصاف الدول الأكثر نموا في العالم، وأسهمت في إيجاد بيئة استثمارية جاذبة، إضافة إلى ما تشهده بلادنا من تحديث على المستوى الاجتماعي، لتحقيق المزيد من الانفتاح الإيجابي على العالم الخارجي، والاستفادة من ثورة التقنية التي عمت العالم كله، ورفع مهارات وقدرات الشباب السعودي حتى يمكنه المنافسة بقوة في سوق العمل وتسلم راية الإنجاز في بلادنا، لأنهم نصف الحاضر وكل المستقبل”، واختتم اليامي تصريحه “نجاحاتنا على المستوى الداخلي، وما تمر به بعض دول الجوار من أزمات وما يعترض طريقها من مخاطر يستوجب منا بذل المزيد من الجهد، وأن يكون أعضاء المجلس بمثابة مرآة تعكس نبض مجتمعهم وتنقل أصواتهم للقيادة، إضافة إلى استكمال النهضة التشريعية المميزة التي تشهدها المملكة، والتي ترمي إلى حوكمة الأداء، والإسهام الفاعل في التصدي لآفة الفساد المالي والإداري، وكل هذه الأدوار الرائدة تدركها رئاسة المجلس الحكيمة وتعمل على تحقيقها.