تأتي الدورة الأولى لكأس الدرعية للتنس، التي تنطلق الشهر المقبل وتبلغ قيمة جوائزها ثلاثة ملايين دولار أميركي، تتويجاً لطموحات المملكة العربية السعودية الساعية إلى جعل أنشطة التنس العالمية جزءاً من المشهد الرياضي في المملكة على امتداد الأعوام المقبلة.
وستشهد البطولة، التي تنعقد من 12 ولغاية 14 ديسمبر، مشاركة ثمانية من أفضل لاعبي التنس في العالم من أجل التنافس على لقب النسخة الأولى من كأس الدرعية للتنس. وتُقام البطولة على ملعب “الدرعية أرينا”، الذي تم بناؤه خصيصاً لهذه الفعالية في منطقة الدرعية التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو والتي تقع على أطراف مدينة الرياض، عاصمة المملكة.
وجرى حتى الآن الكشف عن ستة من الأسماء المشاركة في المنافسات، على أن يتم الكشف عن اسمين آخرين بارزين في وقت قريب، ويتطلع القائمون على البطولة بأن تكون هذه أولى الخطوات لتعزيز مكانتها كفعالية عالمية على أجندة رياضة التنس.
وفي هذا الصدد، قال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة في المملكة: “نتطلع إلى استضافة أنشطة التنس العالمية في المملكة بشكل سنوي، ونود إبراز قدراتنا في مجال استضافة وتنظيم فعاليات عالمية من هذا الطراز في المستقبل.
أنا متحمس شخصياً لمشاهدة ثمانية من أبرز لاعبي التنس في العالم وهم يتنافسون على لقب بطولة كأس الدرعية للتنس؛ إذ تُمثل هذه بداية مرحلة جديدة بالنسبة لرياضة التنس، ونتطلع قُدماً نحو تطوسر هذه البطولة وتحولها إلى جزء أساسي من مستقبل الرياضة في المملكة العربية السعودية”.
ويعتبر كأس الدرعية للتنس جزءاً من موسم الدرعية، والذي يمتد على مدار شهر كامل ويستضيف باقة متكاملة من الفعاليات الرياضية العالمية برعاية الهيئة العامة للرياضة.
وأكّد القائمون على كأس الدرعية للتنس حتى الآن مشاركة ستة من أبرز اللاعبين العالميين في نسختها الأولى. وتضم قائمة المشاركين كلاً من السويسري ستان فافرينكا الفائز بلقب ثلاث بطولات “جراند سلام”، والروسي دانييل ميدفيدف المصنف الخامس عالمياً وواحد من أبرز النجوم الصاعدين في اللعبة.
وينضم إليهم فابيو فونيني، المصنف 12 عالمياً وأول إيطالي يفوز بلقب بطولة “ماسترز 1000” لرابطة محترفي التنس هذا العام في مونتي كارلو، وديفيد جوفن البلجيكي المتألق، المصنف السابع عالمياً سابقاً.
وفي استكمال هذه المجموعة المرموقة من الرياضيين، يُشارك في المنافسة على الكأس الأميركي جون أيسنر، صاحب الأكثر من عشرة آلاف إرسال، ولوكاس بويل الفرنسي الحائز على خمسة من بطولات رابطة محترفي التنس، والذي وصل إلى نصف نهائيات بطولة أستراليا المفتوحة هذا العام. ويعتزم منظمو البطولة الكشف عن الاسمين الأخيرين المشاركين في البطولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
يُذكر أن المنافسات تقام على ملعب “الدرعية أرينا” الذي يستوعب 15 ألف متفرج والذي شهد زيارة من سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في وقتٍ سابق هذا الأسبوع. وتنطلق البطولة بعد أسبوع واحد فقط من استضافة الملعب لنزال الدرعية التاريخي بين بطلي الملاكمة العالميين أندي رويز جونيور وأنتوني جوشوا على لقب بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل.
ويرى الأمير عبدالعزيز بأنّ استضافة كأس الدرعية للتنس ستكون مقدمة لخطوات تالية ستُسهم يوماً ما في مساعدة المملكة على تنشئة أبطالها الوطنيين في هذه الرياضة.
وأضاف “نعمل في الوقت الراهن على تطوير آفاق رياضة التنس في المملكة؛ إذ تلقى هذه الرياضة استحسان الجمهور، وتتمتع العديد من مدن المملكة ببنية تحتية متينة تسمح بالتدرب على هذه الرياضة وممارستها بشكل تنافسي ضمن بطولات عالمية.
ومن شأن استضافة ثمانية من أفضل لاعبي التنس في العالم في المملكة العربية السعودية أن يمنح مواهبها الصاعدة، من عشاق رياضة التنس الذكور والإناث، فرصة مباشرة للاطلاع على المعايير العالمية للعبة، ومشاهدة هؤلاء الأبطال عن قرب وبشكل مباشر.
وتشكل البطولة فرصة تعليمية استثنائية بالنسبة لهم، فضلاً عن كونها نقطة يُمكنهم الانطلاق منها نحو تطوير أنفسهم على الصعيد الاحترافي بهدف المشاركة في بطولات جراند سلام العالمية مستقبلاً”.