ذكرت مصادر طبية وحقوقية فى العراق ، أن خمسة متظاهرين على الأقل، لقى مصرعهم، اليوم ، الأحد، جنوب العراق ، مع تصاعد حدة العصيان المدني، واتساع رقعته، وذلك غداة مقتل متظاهرين اثنين بنيران قوى الأمن، بعد قرابة شهرين من الاحتجاجات الدامية التي تعد الأكبر في التاريخ الحديث للبلاد.
وارتفع عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في 1 أكتوبر، إلى نحو 350 شخصا غالبيتهم من المتظاهرين، في ظل تصاعد وتيرة العصيان المدني ، يقابلها غياب أي أفق لحل سياسي للأزمة.
وتهز الاحتجاجات بغداد وبعض المدن في الجنوب للمطالبة بـ”إسقاط النظام” وإجراء إصلاحات واسعة، ويتهم المحتجون الطبقة السياسية بـ”الفساد” و”الفشل” في إدارة شؤون العراق.
وبين القتلى اليوم ، متظاهران في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط، وصرح عضو مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي “قتل متظاهران اثنان بالرصاص الحي وجرح أكثر من خمسين متظاهرا (…) جراء تعرضهم لرصاص حي وقنابل الغاز المسيل للدموع”، في أم قصر التي تضم ميناء حيويا بالنسبة إلى العراق.
وذكرة قناة فرانس 24 ، أن العراق شهدت اليوم، تصاعدا في حدة العصيان المدني في مدن الجنوب، ففي الناصرية، قام المتظاهرون بإحراق الإطارات المطاطية، وقطع الجسور الخمسة التي تعبر نهر الفرات للربط بين شطري المدينة.
وذكرت مصادر طبية، أن الليلة الماضية، شهدت الناصرية مقتل متظاهرين اثنين بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية، وأن 47 متظاهرا على الأقل جرحوا في المواجهات التي امتدت حتى وقت مبكر من الصباح.
كما قتل متظاهرين أمس، بالرصاص المطاطي في مواجهات بين محتجين والقوات الأمنية في بغداد، ما رفع إلى عشرة عدد الذين قتلوا في مواجهات من هذا النوع في العاصمة منذ ليل الأربعاء الخميس.
وفي البصرة، قطع المحتجون صباحا بعض الطرق الرئيسية ومنها المؤدي إلى ميناء أم قصر الذي يعد مرفقا حيويا لاستيراد المواد الغذائية والأدوية.
واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب بغداد، لتشمل حرق مبنى الوقف الشيعي، وإقفال طرق مؤدية إلى مقر شركة نفط ذي قار (شرق)، وحقل كطيعة النفطي (شمال). كما بقيت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة.
وشهدت مدينة كربلاء (نحو 100 كلم جنوب بغداد)، مواجهات ليل السبت الأحد بين قوى الأمن والمتظاهرين، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وتبادل الطرفان قنابل المولوتوف الحارقة، بينما اتهم محتجون قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي خلال الليل.
وقال أحد المحتجين، إن القوات الأمنية “تقوم برمي المولوتوف على البيوت ورؤوس المتظاهرين، وبعد الـ12 بالليل يبدأ إطلاق الرصاص الحي”. وقال متظاهر آخر في كربلاء “المطالب واضحة، إسقاط هذه الحكومة الفاسدة” التي تولت مهامها قبل نحو 13 شهرا.