يصر الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني على التعاقد مع مواطنه بول بوغبا لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي لتدعيم صفوف فريقه، ولكن بانتظار تلاشي جميع المعوقات وجد زيدان ضالته وخلاصه ضمن جدران “القلعة البيضاء” بشخص الأوروغوياني فيديريكو “فيدي” فالفيردي الساعي لإثبات نفسه.
وصل الشاب “فيدي” (21 عاما) إلى العاصمة المدريدية عام 2016 مقابل ستة ملايين يورو، ولكنه بات يساوي حاليا 200 مليون وهو مبلغ أقل مما كان سيدفعه الريال للتعاقد مع بوغبا في الصيف الماضي. وإضافة إلى توفير أموال النادي، قد يكون لاعب الوسط الأوروغوياني ساهم في إنقاذ رأس مدربه من مقصلة الإقالة. لم تكن بداية زيدان في عودته الثانية لتسلم الإدارة الفنية في ريال ناجحة، فبعد نتائج مخيبة للآمال في بداية الموسم الجديد، يتقاسم نادي العاصمة بعد ثلاثة أشهر صدارة “لا ليغا” مع غريمه اللدود برشلونة (31 نقطة لكل منهما)، كما ضمن تأهله إلى دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويستقبل ريال النادي الثاني في كاتالونيا، إسبانيول اليوم ضمن إطار منافسات المرحلة 16 من الدوري المحلي.
ولكن بخلاف التوقعات، بات “فيدي” لاعبا محوريا في الوسط، وصلة الوصل في تشكيلة تعتمد على الفرنسي كريم بنزيمة في الهجوم والقائد سيرجيو راموس في الدفاع. عندما يتكلم زيدان عن لاعبه يقتبس دائما وصفا بالإنجليزية إذ يقول “من منطقة الدفاع إلى الهجوم”، وهي عبارة يجد أنها تعكس بوضوح الطاقة والديناميكية اللتين استقدمهما اللاعب الأوروغوياني المتحدر من مونتيفيديو إلى خط الوسط الثلاثي. ولأعوام عدة شكل الثنائي الكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس العمود الفقري للوسط أمام صاحب الجينات الدفاعية البرازيلي كاسيميرو، غير أن تراجع أداء هذا الثلاثي عكس صورة لتشكيلة مدريدية تفتقر للشرارة والحافز للتألق مجددا. ساهم فالفيردي في “كسر” هذه الشراكة وأضاف ما كان ينقص بطل أوروبا 13 مرة، فلياقته البدنية ولعبه المباشر نحو مرمى المنافس قدّما لمدريد القاعدة التي مكنته من السيطرة على المباريات مرة جديدة. قال كروس عن “فيدي”: “إنه مذهل”، وتابع “أحب فعلا هذا اللاعب. القدوم إلى هنا ليس بالامر السهل واللعب بهذه الطريقة في هذه السن تعني أنه يملك الكثير من الصفات. أنا واثق أنه يملك مستقبلا رائعا لسنوات عديدة قادمة”. وبعد التعادل أمام باريس سان جرمان الفرنسي 2-2 في الجولة الخامسة من دوري الأبطال، رفض زيدان ما قاله أحد الصحافيين بأن إخراج “فيدي” من الملعب قاد الريال لتلقي هدفين في دقيقتين.
أوضح المدرب الفرنسي ما حصل بعدما استبدل الأوروغوياني في الدقيقة 76 قبل أن يسجل النادي الباريسي في الدقيقتين 81 و83 بالقول “إنه يتطور مثل أي لاعب آخر وهو يقوم بعمل جيد”، وأضاف “ولكن من الصعب التنقل بين الدفاع والهجوم طوال المباراة”.
وتميل الأرقام لصالح فالفيردي، فهو غاب بسبب الإصابة عن المباراة أمام سان جرمان التي خسرها رجال زيدان صفر-3 في افتتاح المسابقة القارية، في أسوأ مباراة للريال هذا الموسم، كما بدأ اللقاء أمام ريال مايوركا على مقاعد البدلاء في الخسارة الوحيدة للنادي الملكي في “لا ليغا” (صفر-1 في المرحلة التاسعة). ويعتبر كثيرون أن زيدان لم يكتشف فالفيردي، ولكن من خلال الحظ او التصميم، اشرف على الفترة التي تحول خلالها الأوروغوياني من شاب واعد إلى لاعب أساسي.
الطائر الصغير
بدأ “فيدي” مسيرته الكروية في وطنه مع بينارول الذي انضم إليه في سن الـ13 عاما وفاز معه بلقب الدوري المحلي موسم 2015-2016، وقد لقب بسبب نحافة قدميه الطويلتين بـ “إل باراريتو” أي “الطائر الصغير”. تعاقد ريال مع فالفيردي عام 2016 وخاض الأخير 30 مباراة مع الفريق الرديف، كما اختير من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ثاني افضل لاعب في مونديال ما دون 20 عاما في كوريا الجنوبية 2017، خلف الانكليزي دومينيك سولانكي لاعب بورنموث الحالي.
لعب على سبيل الإعارة في موسم 2017-2018 مع ديبورتيفو لاكورونيا الذي هبط حينها إلى الدرجة الثانية، قبل أن تبدأ موهبته بالظهور في الموسم الماضي، ليفرض نفسه على الساحة العالمية في الأشهر الأخيرة.