استضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» فعاليات برنامجها التدريبي المستحدث لإعداد القيادات الشابة ضمن برنامج «قيادات»، ويتميز البرنامج الجديد بجدول أعمال مكثف يمتد على مدى ثلاثة أيام، يشارك فيه ما يقارب 100 قيادي وقيادية سعودية من الشباب والشابات من 15 وزارة وجامعة سعودية، ومختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية، في مقر الجامعة في ثول.
وكانت «كاوست» قد عقدت شراكة استراتيجية هذا العام مع جامعة ميشيغن، حيث تولت كلية روس لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغن توفير تدريبٍ متميزٍ مصممٍ خصيصاً للقيادات الشابة في قطاع الأعمال، حيث حرص القائمون على البرنامج على التعرف على كل مشارك من خلال الاستبيانات والمقابلات، التي تم جمعها وتحليلها قبل انعقاد البرنامج، وذلك لتقديم برنامج متكاملٍ يفي باحتياجات المشاركين، أفراداً ومجموعاتٍ، لخلق القيادات القادرة على المساهمة في دفع عجلة اقتصاد المملكة.
محاور أساسية
ويشتمل البرنامج على ثلاثة محاور أساسية، يعنى المحور الأول بالمبادئ القيادية، والقدرة على القيادة خلال حالات التغيير وإعداد وبناء الفرق ذات القدرة على الأداء العالي في الظروف المتغيرة. أما المحور الثاني، فيختص بالتفكير الإستراتيجي والابتكار، إذا سيتعرف المشاركون على طرق ووسائل إعداد الإستراتيجيات العملية، وإعداد الخطط والتقنيات اللازمة لقيادة التغيير لإحداث التأثير الفعال. ويتناول المحور الثالث أبرز الاتجاهات العالمية في الاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة والشركات العالمية، في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
بيئة تنافسية
ركز اليوم الأول من برنامج إعداد القيادات الشابة ضمن برنامج «قيادات» على موضوعيين أساسيين هما: إطار القيم في بيئة عمل تنافسية وثقافة القيادة الإيجابية، وركز موضوع إطار القيم في بيئة عمل تنافسية على أربعة محاور لعملية القيادة هي: التأسيس، العمل الجماعي، الحوكمة والإنجازات. وشارك الحاضرون في نشاط عملي، تم توزيعهم على فرق لتحديد المحور الذي ينتمون إليه، ومن ثم تمت إعادة جمع الأشخاص المتوافقين مع بعضهم البعض وفق المحاور التي حددوها. ومن ثم تنافست المجموعات مع بعضها البعض لتحديد قيمة جهودهم في مختلف المراحل من عمر الشركة، ثم تم تقييم الصفات القيادية الشخصية لأعضاء الفريق ومناقشتها ضمن المجموعة الواحدة، ثم قامت كل مجموعة بتحديد السمات الرئيسة التي من شأنها ضمان النجاح في المستقبل، ثم شارك أعضاء الفريق أفكارهم مع بعضهم البعض، تحت إشراف هيئة تدريس البرنامج، وبرز العديد من المشاركين كقادة.
وركز اليوم الثاني على موضوعيين أساسيين هما: القيادة في تحقيق الميزة التنافسية وإضافة القيمة، وتمت مناقشة نماذج وأمثلة عملية متعددة، وكانت مزيجًا من التفاعل بين أعضاء هيئة تدريس البرنامج والمشاركين وبينهم البعض، كما تعرف المشاركون على أساليب الابتكار لقيادة فعالة، فالابتكار يكون على صعيد منتج أو استراتيجية أو رؤية أو مفهوم، وهو أساسي لإضافة القيمة للعملاء ولإيجاد هيكل تكاليف تنافسي مستدام مع السماح للمؤسسة بالمنافسة.
وركز اليوم الأخير على القيادة من خلال التكيف مع الاتجاهات والتغيرات في العالم في مجالات التكنولوجيا، والعوامل الاقتصادية، والجغرافية السياسية وغيرها، فضلاً عن الحضور التنفيذي الذي يمنح الثقة لرؤية ومصداقية القيادة.
نجاح لافت
ومن المتوقع أن يحقق برنامج قيادات نجاحاً لافتاً في نسخة هذا العام، إذ سيمنح المتدربين المشاركين من مختلف القطاعات الواعدة الإستراتيجيات والأدوات المتطورة والقائمة على أبحاث عملية، لإبراز أفضل مهارات القيادة في فرقهم وأنفسهم. وفي المقابل، سيساهم البرنامج في تخريج قادة شابة قادرة على العمل على تعزيز قدراتها، ودعم زملائهم من الموظفين وتشجيعهم على تبني أساليب أكثر مرونة وابتكار في التعامل مع التغيرات، من أجل تحقيق أهداف رؤية المملكة.
أثر استراتيجي
وكانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أطلقت برنامج القيادات في محاولة لتحسين القيادة الأكاديمية والعلمية والشبكات المهنية في المملكة العربية السعودية، وإنشاء نظام بيئي مستقبلي لتطوير اقتصاد المعرفة، فرحّبت بالقادة الأكاديميين وقادة الأعمال في تدريبٍ فريد بمجال القيادة التنفيذية، بمشاركة كليات دولية مرموقة في إدارة الأعمال لتوفير برامج مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات القادة السعوديين ومتطلباتهم في العديد من القطاعات.
ويركز برنامج «قيادات» على الأثر الإستراتيجي، ويهدف إلى تعزيز قدرة القادة على قيادة التغيير في مؤسساتهم وبناء شبكات مهنية وتعزيز نموهم الشخصي، ويضع هذا البرنامج الشامل المشاركات في خضم سلسلة مكثفة من جلسات التعلّم التفاعلي المصممة لتعزيز أفضل الممارسات المتعلقة بالمواهب والقيادة.
ويعزز برنامج «قيادات» الإنجازات المهنية للمشاركين ويحتفي بها، ويوفر موارد لتعزيز النمو ودفع التغيير الإيجابي في مكان العمل، وقد انضم للبرنامج مشاركون من قطاعات مختلفة كالقطاعات غير الربحية والاستشارية والأكاديمية والشركات.
سفراء الجامعة
ويبتوأ خريجو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الصدارة في بلورة شكل التعليم العالي والابتكار في المملكة، حيث يغادرون البرنامج وقد اكتسبوا مهارات ومعارف شاملة للمضي بمؤسساتهم قدمًا، فضلاً عن أنهم يصبحون سفراء لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ويحملون رسالة مشتركة تهدف إلى تطوير العلم والمسؤولية الاجتماعية وتنمية مواهب الشباب وتعزيز روح الاستكشاف.
وللاستفادة من زخم هذا البرنامج الناجح، تعقد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ورشة عمل للقاء خريجي برنامج القيادة السعودي كل عامين، وذلك بهدف تشجيع التفكير ومشاركة الخبرات.
وتعدّ الورشة فرصةً للخريجين للتواصل من جديد وتكريس أنفسهم مرة أخرى للمبادئ والأهداف والمهارات التي نمت لديهم أثناء مشاركتهم في البرنامج.