شهدت منطقة “كورنيش المزرعة” بوسط العاصمة اللبنانية بيروت، توترا بالغا وتدافعا بين المتظاهرين المعترضين على تسمية الدكتور حسان دياب رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة الجديدة، وبين القوى الأمنية والعسكرية.
وأعرب المتظاهرون عن تأييدهم لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى، معتبرين أنه جرى إبعاده عن رئاسة الحكومة فى ضوء “مؤامرة دبرتها قوى سياسية فى مقدمتها حزب الله والتيار الوطنى الحر، وأنهم فرضوا رئيس وزراء على غير إرادة السواد الأعظم من أبناء الطائفة السُنّية” على حد وصفهم، مرددين الهتافات المناهضة لعدد من السياسيين، لاسيما رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل.
وقطع المحتجون الطريق الرئيسية فى المنطقة حيث افترشوا الطريق واستخدموا صناديق النفايات لإعاقة السير، ودخلوا فى اشتباكات وتدافع مع قوات مكافحة الشغب وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلى وكذا قوات الجيش، والذين كانوا قد انتشروا فى سبيل فتح الطريق ومحاولة إبعاد المتظاهرين عنه وتسيير حركة المرور.
ورشق المحتجون القوات الأمنية والعسكرية بالحجارة، لتضطر قوات مكافحة الشغب إلى الرد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع فى محاولة لحمل المتظاهرين على التفرق وفتح الطريق وإيقاف التدافع، غير أنهم استمروا فى البقاء بالشوارع.
من جانبه، وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى نداء إلى المتظاهرين بعدم قطع الطرق أو إعاقة حركة المرور. قائلا: “يلى (من) يحبنى يطلع (يبتعد) من الطرقات فورا“.
وكان الرئيس اللبنانى ميشال عون، قد كلف مساء أمس الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فى ضوء نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، والتى أفضت إلى حصوله على أكثرية أصوات الكتل النيابية فى البرلمان.
وحصل “دياب” وهو أستاذ أكاديمى بكلية الهندسة فى الجامعة الأمريكية ببيروت، على أصوات 69 عضوا بمجلس النواب اللبناني، يمثلون أصوات الكتل النيابية لكل من حزب الله، وتيار المردة، والحزب السورى القومى الاجتماعى، وحركة أمل، والتيار الوطنى الحر وحلفاؤه، إلى جانب نائب رئيس المجلس النيابى إيلى الفرزلى، ونائب واحد مستقل.