أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري في شمال غرب سورية، داعيًا إلى وقف فوري للأعمال القتالية.
واستنكر غوتيريس في بيان صادر عن المتحدث باسمه في المؤتمر الصحافي اليومي حجم العملية العسكرية والتقارير التي أفادت بشن هجمات على طرق إجلاء المدنيين الذين يحاولون الفرار شمالًا إلى بر الأمان، مذكرًا جميع الأطراف بالتزاماتها في حماية المدنيين وضمان حرية التنقل.
وأشار البيان إلى أن التصعيد العسكري الأخير أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين وتشريد ما لا يقل عن 80 ألف مدني، من بينهم 30 ألف شخص في الأسبوع الماضي وحده.
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية ضمان وصول إنساني مستدام وآمن ودون عوائق إلى المدنيين، بما في ذلك من خلال الآلية العابرة للحدود، للسماح للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بمواصلة القيام بعملهم الحاسم في شمال سورية، مجددًا التأكيد على أنه ما من حل عسكري للصراع السوري، وأن الحل الوحيد الموثوق به هو العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة عملًا بقرار مجلس الأمن 2254 (2015).
بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن 500 طفل قُتل وأصيب جراء العنف المتصاعد في شمال شرق سورية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019، مشيرةً إلى أنه في شهر ديسمبر وحده سقط 65 طفلًا بين قتيل وجريح.
وأفاد بيان للمدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان، بأن أعمال العنف المتصاعدة في المناطق المكتظة بالسكان في معرّة النعمان جنوب مدينة إدلب، دفعت الآلاف من الأسر إلى ترك منازلهم والفرار شمالًا.
ومنذ 11 ديسمبر نزح أكثر من 130 ألف شخص من بينهم 60 ألف طفل من جنوبي إدلب وشمالي حماة وغربي حلب بسبب القتال المتصاعد.
وحذر شيبان من أن عمليات النزوح تؤدي إلى زيادة الضغط على المجتمعات السخية المضيفة، وعلى المخيمات المكتظة، كما أن الكثير من العائلات ظلت بلا مأوى وتنام في العراء.
ودعت اليونيسف إلى استمرار إدخال الإمدادات الإنسانية لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لمئات الألوف من الأطفال في شمال غرب سورية وسائر أنحاء البلاد، إذ بعد تسعة أعوام من اندلاع الحرب في سورية لا يزال الأطفال يعيشون في ظل العنف ويعانون من صدمة وضيق يصعب وصفهما.
وطالبت بحماية الأطفال بما فيها في أوقات الحرب، مؤكدةً أن ذلك هو التزام على جميع الأطراف وليس اختيار، ويجب على جميع أطراف النزاع وقف الأعمال العدائية ووضع الأطفال في المقدمة وإلى الأبد.