قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو يسعى بشتى السبل والحيل والخدع للبقاء في سدة الحكم بدولة الاحتلال، والهروب من تهم الفساد التي تلاحقه، عبر إعلان المزيد من المواقف اليمينية المتطرفة المعادية للسلام والداعية إلى تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان وتسريع عمليات الضم التدريجي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، كمدخل أساسي نحو تحشيد اليمين الإسرائيلي من حوله تحت راية المواقف التي يطلقها.
وأضافت الخارجية الفلسطينية- في بيان لها اليوم الأحد- “ينحصر كَرَم نتنياهو لليمين، واليمين المتطرف في سيل من الوعود المتتالية على حساب الحقوق الفلسطينية يغلفها بين الفينة والأخرى بأبعاد إقليمية مختلفة، تارة بتضخيم مفهوم (العدو الخارجي)، وأخرى عبر التغني بتقارب عربي إسرائيلي مزعوم، وتمجيد تحالفه مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه“.
وبينت أن نتنياهو يتفاوض مع نفسه؛ ليطل علينا في الأيام الأخيرة بما يشبه خارطة طريق لأطماعه الاستعمارية في أرض دولة فلسطين، مؤكدا من جديد على وعوده السابقة بضم الأغوار والسعي للحصول على اعتراف أمريكي بذلك، وفرض القانون الإسرائيلي على جميع المستوطنات دون استثناء حسب تعبيره، وفرض ما أسماه السيادة اليهودية على الضفة، إضافة إلى إعلانه الأخير نيته بالشروع في بناء أكثر من ألفي وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية المحتلة.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن نقاط نتنياهو الست التي جاء على ذكرها في الأيام الأخيرة هي أوسع عملية استخفاف بالمجتمع الدولي والقادة الدوليين وبكل من يدعي حرصه على مباديء حقوق الإنسان، وتحقيق السلام وفقاً لحل الدولتين، ويعكس جوهر مشروع اليمين الاستعماري ومضمونه الحقيقي المتمثل في ابتلاع الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة، هو أساس التحالف الأميركي الإسرائيلي الذي تحاول إدارة ترامب تسويقه والترويج له تحت ما تسمى بـ(صفقة القرن)، كبديل للمفاوضات وفقا لمرجعيات السلام الدولية، وهو في ذات الوقت الترجمة الأبرز للانقلاب الأمريكي على الشرعية الدولية وقراراتها، واستبدال القانون الدولي بقانون القوة وعنجهيتها.
ولفتت إلى أن نتنياهو ليس شريك سلام، بل هو عدو للسلام، عدو للقانون الدولي ومعادي للشرعية الدولية، وعلى المجتمع الدولي التعامل مع هذه الحقيقة، وإدارة ترامب لا تهدف لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنما ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية وتحويل الاحتلال الإسرائيلي إلى واقع وحق من منطلق التفوق الأمريكي والاستعلاء، بغض النظر عن موازين القوى على المستوى الإسرائيلي أو على المستوى الأميركي، فالشعب الفلسطيني بقواه الحية وقيادته الرشيدة قالت وستبقى تقول لا، وستواجه هذه التحديات وستفشلها.