فيما يبدأ السماح للأنشطة التجارية بالعمل لمدة 24 ساعة في السعودية حيز التطبيق اعتبارًا من غد الأربعاء، توقع عدد من المستثمرين من أن تستفيد شريحة كبيرة من المحال التجارية من هذا القرار وذلك على الخصوص في المدن السياحية والرئيسة، مشيرين إلى أننا نشاهد كثيراً من المحال التجارية التي تمتد ساعات عملها إلى أوقات متأخرة من الليل وتبدأ عملها في ساعات مبكرة وجميعها تتمنى دخول هذا القرار الذي يخدمها حيز التنفيذ، كما توقعوا بأن يفرز القرار طفرةً وتحولاً في السلوك الاستهلاكي ومواعيد الشراء لم تكن معهودة من قبل إذ يتيح للمستهلك المشغول والذي لا يجد فرصة ملائمة للتسوق خلال الساعات المعتادة في السابق أوقاتاً أخرى بديلة في الليل.
وقال عضو لجنة تجارة التجزئة بغرفة تجارة جدة، المهندس أنس صالح صيرفي، إن السماح للأنشطة التجارية بالعمل لمدة 24 ساعة أمر مطبق ومعمول به في كثير من الدول المتقدمة، وهناك حاجة له خصوصاً في المدن السياحية والرئيسة التي تشهد تطوراً وتحولاً كبيراً مع ازدهار الحركة السياحية، ومن المؤكد بأن كثيراً من المحال التجارية كمحال التجزئة والمطاعم ومحال الوجبات السريعة والمقاهي والهايبر ماركت والتي غالباً ما نشاهدها تعمل إلى ساعات متأخرة في الليل أو تفتح أبوابها عند ساعات مبكرة، ستستفيد من هذا القرار الذي يخدمها. وبين صيرفي، بأن الفترة القادمة ستشهد تقييماً لجدوى القرار ومدى ملاءمته، إذ يتوقع بأن المستفيدين منه هم ملاك المحال التي لن تشكل الكلفة الناتجة جراء القرار سواء كرسوم أو أعباء ومصاريف تشغيل عائق يحول دونها والاستفادة منه، ومن المتوقع بأن يفرز القرار بعد تطبيقه سلوكاً جديداً لدى شريحة المتسوقين الذين كانت تحدهم التزاماتهم عن التسوق إما للارتباط بالعمل خلال الفترات المعتادة للأسواق أو أي ظرف آخر. بدوره قال المستشار التجاري الدكتور عبدالرحمن محمود بيبه، إن القرار فضلاً عن خدمته لشريحة كبيرة من قطاعات الأنشطة التجارية والمستهلكين في وقت واحد سيكون له دور تنظيمي جيد وسيتيح الخدمات والمنتجات في مختلف الأسواق التي تجد المحال فيها بأن القرار يخدمها على مدار الساعة. وتوقع بيبه، أن المحال التي ستسارع إلى إصدار الترخيص اللازم للبدء في ممارسة الأنشطة التجارية لمدة 24 ساعة ستكون محالاً تحتاج إلى العمل لساعات أطول وهناك كثير من المحال التجارية التي تعمل لساعات متأخرة في الليل وتود الاستمرار في عملها كالمطاعم ومحال الوجبات السريعة والسوبرماركات وغيرها، خصوصاً وأن الاشتراطات المطلوبة بسيطة وغير معقدة وسيكون لتناسب قيمة الرسوم والمصاريف التشغيلية التي ستطرأ على تلك المحال مقارنة بالدخل الناتج عن زيادة فترة ساعات العمل دور في استمرار تلك المحال التي من المرجح بأنها ستكون كثيرة خصوصاً في المدن الرئيسة والسياحية التي يعتاد سكانها وزوارها السهر خلال الليل. يذكر بان السماح للأنشطة التجارية بالعمل لمدة 24 ساعة بدء من 1 يناير 2020م، في المملكة قد أقر من طرف مجلس الوزراء منتصف يوليو الماضي وذلك بمقابل مالي يحدده وزير الشؤون البلدية والقروية، واستثنى القرار عدداً من الأنشطة التي يسمح لها بالعمل طوال فترة 24 ساعة دون رسوم مالية وهي الصيدليات وقصور الأفراح والاستراحات والأنشطة الطبية والأنشطة التعليمية ومحطات الوقود ومراكز الخدمات بها خارج النطاق العمراني والفنادق والشقق المفروشة.