يشير تباطؤ كبير في نمو إنتاج النفطي الأميركي واحتمالات استقراره إلى مرحلة جديدة وغير مألوفة لصناعة النفط الصخري الجامحة في أكبر منتج للخام في العالم.
وتعني تخفيضات في الإنفاق وتراجعات في الإنتاج سادت آبار النفط الصخري كبحا متوقعا في نمو إنتاج الولايات المتحدة من وتيرة 2019 التي دفعت الإنتاج المحلي لتجاوز مستوى 13 مليون برميل يوميا. وتشير توقعات بعض المحللين إلى أن نمو الانتاج هذا العام سيتباطأ وربما يكون بمعدل قدره 100 ألف برميل يوميا فقط.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حولت ثورة إنتاج النفط الصخري الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للخام في العالم وقوة مؤثرة في صادرات الطاقة. لكن الثورة لم تترجَم بعد إلى زيادة في أسعار الأسهم، ولم تربح أسهم قطاع الطاقة على المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» سوى ستة بالمئة على مدار السنوات العشر، وهو أقل بكثير من العائد البالغ 180 بالمئة لسوق الأسهم الأوسع نطاقا. وأخفق النمو الذي استمر عشر سنوات في دعم الأرباح، مما تسبب في إحجام المستثمرين. وتعرضت صناعة النفط الصخري لضغط بفعل حرب أسعار من أوبك بدأت في 2014، مما دفع أسعار الخام الأميركي في إحدى المراحل إلى ما دون الثلاثين دولارا للبرميل.
وتباطأ الإنتاج مؤقتا، لكنه تسارع قرب نهاية العقد، إذ خفضت الشركات التكاليف وأصبحت أكثر كفاءة. والآن، ومع عودة المستثمرين للإحجام، لم تعد الصناعة تؤمن بحفر طريقها إلى النجاح حتى عند أسعار أعلى.
وفي الوقت الحالي، يتوقع محللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي حوالي 58 دولارا للبرميل في 2020، وهو ما سيمثل تراجعا طفيفا عن المستويات الحالية.
وحتى إذا ظلت أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل هذا العام، يقول محللون إنها لن تثير فورة جديدة في الإنتاج بسبب ضغوط العوائد. وعلى الرغم من صعود أسعار الخام الأميركي وأسعار النفط العالمية 26 بالمئة، ارتفع مؤشر أسهم شركات الطاقة المدرجة على ستاندرد آند بورز 500 بأقل من ثمانية بالمئة في 2019.