«الطاقة عبر الشراكة» عبارة اتفق على إطلاقها قادة النفط في البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والكويت عقب التوافق السعودي الكويتي بشأن المنطقة النفطية المقسومة في المنطقة المحايدة وإعلان استئناف إنتاج النفط الخام في حقلي الخفجي من الجانب السعودي والوفرة من الجانب الكويتي بطاقة 500 ألف برميل في اليوم وتقاسم حصص الإنتاج والاستكشاف للثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة المقسومة على اليابسة وجوف البحر، في حين تستغرق عمليات استئناف الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة فترة شهرين متدرجة لتبلغ طاقتها القصوى في نهاية العام الجاري بنحو نصف مليون برميل يومياً، مسجلة أكبر انتصار لقوة الشراكة النفطية بين البلدين رغم أنف الحاقدين.
وأعلن رئيس اللجنة التشغيلية المشتركة في المنطقة المقسومة م. عازب القحطاني عن اعتزازه بما أنجزه موظفو عمليات الخفجي المشتركة، وأكد أنها تمثل الشراكة الناجحة في استثمار الطاقــة، في ظل القيادتين الرشيدتين، وساهمت في خلق إدارة واعية لمكامن الثـروة وتعظيم مردودها الاقتصادي والحضاري، وأرجع نشوء مدينة الخفجي وازدهارها إلى هذه الشراكة، وأشاد بدور سمو وزير الطاقة في ازدهار الخفجي على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وعبر عـن فرحته الغامرة وهو يرى وزيري الطاقة في البلدين يعملان يداً بيد للحفاظ على الموقع الريادي للمملكة والكويت في صناعة النفط والغاز، ويرسمان مستقبلاً أكثر تطوراً ونجاحاً من أجل الوصول لاستكمال جاهزية المرافق والمنشآت بما يتوافق مع أعلى المعايير البيئية، من خلال مشروع تجميع الغاز وإعادة استخدامه.
من جهته قدم م. عبدالله المطيري مدير دائرة الإنتاج البري عرضاً عن جاهزية عمليات الخفجي المشتركة لاستئناف الإنتاج تضمن شرحاً تفصيلياً للإجراءات والأعمال التي تم إنجازها لتحقيق الأهداف المطلوبة. فيما أرجع وزيرا النفط في البلدين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان و د. خالد الفاضل، الإنجاز الذي تحقق على كافة المستويات إلى عمق العلاقة بين قيادة البلدين الشقيقين، مشددين على أهمية مستقبل صناعة النفط والغاز في المنطقة، وأهمية الاستثمار الأمثل لها لمصلحة البلدين شعبهما المتحد.
وقال د. الفاضل إن ما تحقق يظل تتويجاً سامياً للعلاقات المتينة الراسخة في الرخاء والشدة بين البلدين، وأن التوافق ليس بمستغرب، الأمر الذي شدد على تأكيده الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن الروابط العميقة المشتركة بين البلدين لا تنحصر في مجرد التوافق على الثروات الطبيعية بل بالتوافق الأعظم بالثروات البشرية التي تسعى لاستئناف إنتاج عمليات الخفجي المشتركة تدريجياً لتصل في نهاية العام الجاري 2020 إلى 325 ألف برميل يومياً. إلا أن أهم ما أكد عليه الوزيران بوضوح على التزام البلدين باتفاق أوبك+ قبل وبعد استئناف الإنتاج في الخفجي.
وخاطب رئيس اللجنة التشغيلية المشتركة لعمليات الخفجي المشتركة م. عازب القحطاني موظفي الشركة وقال رسمت عمليات الخفجي المشتركة في 25 ديسمبر الماضي صفحة مضيئة في سجل تاريخ الخفجي، ففي هذا اليوم التاريخي أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، ومعالي د. خالد الفاضل، وزيـر النفط والكهرباء والماء الكويتي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية شارة بدء العد التنازلي لاستئناف الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة معرباً عن سروره بتهنئة كافة العاملين «على هذا الحدث التاريخي الذي أنتم نجومه».
ملفتاً لما بذله العاملون من جهود حثيثة وعمل دؤوب في المحافظة على الأصول الثابتة، وإنجاز المشروعات، وتحقيــق جاهزية المرافق لاستئناف عمليات الإنتاج بشكل آمن ومتوافق مع المتطلبات البيئية، «وإن هذا الإنجاز الكبير قد تحقق بفضل الله وتوفيقه، ثم بروح الفريق والكفاءة الفنية والمهنية العالية التي تميز بها فريق عمليات الخفجي المشتركة، والتكامل الفعال مع شركائنا من ملاك ومقاولين وموردين وغيرهم». وأضاف «وفي هذا السياق أود أن أشدد على ضرورة التقيد التام بكافة متطلبات السلامة، والحفاظ على البيئة في جميع خطوات أعمال الإعداد للتشغيل وخلال جميع مراحل الإنتاج المختلفة»، مهيباً لبذل العاملين قصارى جهودهم لإنجاز الأعمال بشكل متقن، والالتزام بأخلاقيات العمل والقيم المهنية، مؤكداً حجم الترابط القوي للجنة التشغيلية المشتركة والثقة التامة على مدى ترابط الفريق وقوته، وتكامل مكوناته، وحجم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع للحفاظ على المستوى الرفيع من ثقة قيادة البلدين وعملائهما في قدرة عمليات الخفجي المشتركة على الوفاء بالتزاماتها.
وشمل توافق البلدين إدارة عمليات الاستكشاف للنفط والغاز والموارد الهيدروكربونية إجمالاً من خلال لجنة العمليات المشتركة بين البلدين التي ستشرف على أعمال التنقيب في الجانبين من المقسومة على أن تتولى شركة أرامكو لأعمال الخليج، والشركة الكويتية لنفط الخليج مسؤولية أعمال التنقيب والحفر في منطقة امتيازها.