حقق ابتكار سعودي براءة اختراع عالمي جديد سيسهم في رفع كفاءة عمل الألواح الشمسية في توليد الطاقة لتتناسب مع أجواء المملكة بنسبة تصل إلى 25 %، ويزيد من كفاءة الخبرات الشمسية الكهروضوئية، واعتبر المشاركون في ملتقى شركاء الطاقة بمشاركة عدد من الخبراء والأكاديميين والمختصين في شؤون الطاقة والذي أقيم أمس بجدة، أن الابتكار السعودي الجديد سيدعم صناعة وتوليد الطاقة في العالم. وقال المهندس بندر علاف رئيس فرع الطاقة الكهربائية في مجلس مهندسي الكهرباء الإلكترونية بالمنطقة الغربية، إن هناك توجهاً من الدولة على تشجيع الاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة، سواء على مستوى تطوير وبناء وتشغيل وتصنيع التقنيات المتعلقة بالطاقة الشمسية، أو على مستوى الابتكارات الحديثة التي تقدم قيمة مضافة للقطاع.
وشدد على أهمية تكريم المبتكرين وتشجيع المبدعين من أبناء الوطن، وإقامة لقاءات تواكب التطورات المتسارعة في قطاع الطاقة الكهربائية بما يخدم العاملين في هذا المجال، مشيراً أن اللقاء بعد منصة للتعرف على الخبراء والمهتمين في هذه الصناعة الحيوية، وفرصة لتحفيز وتشجيع الباحثين السعوديين على الإبداع والابتكار. وأشار صاحب الاختراع الدكتور حسين باصي أن الابتكار يحمل مميزات جديدة، تتمثل في تصميم مرايا تكون مهمتها جعل أشعة الشمس عمودية على الألواح طوال النهار، وهو أفضل وضع لاتجاه أشعة الشمس لتوليد أكبر قدر من الطاقة، كما تغطي المرايا الألواح الشمسية في حال وجود رياح محملة بالغبار، مما يمنع تراكم الغبار على الألواح وتكوين طبقة عازلة تمنع وصول الشمس لها، لافتاً إلى أن المرايا تقوم بتنظيف الألواح الشمسية، بصورة أفضل من عملية التنظيف التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً يتوقف خلالها عمل الألواح مما يتسبب في وجود طاقة مهدرة، وتستخدم فيها فرش تخدش الألواح مع تكرار التنظيف. وأضاف: «من أهم مميزات الابتكار تزويده بنظام تبريد يسمح بتوزيع الحرارة على مساحة أكبر، مما يقلل من حرارة الألواح التي تعمل بكفاءة أكبر كلما انخفضت درجة حرارتها، ويتفاوت الانخفاض الذي يمنحه نظام التبريد المبتكر الألواح بحسب درجة الحرارة في المكان الذي يوجد فيه المشروع.
وكرم كل من الدكتور بكر خشيم والمهندس عبدالعزيز عمر آل ناصر، المبتكر الدكتور حسين بن محمد باصي، المتخصص في الطاقة المتجددة بجامعة الملك عبدالعزيز، على براءة الاختراع العالمي وشدد على أن المملكة أولت اهتمامها بالطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة لما تمثله من أهمية كبرى، وبما يتماشى من رؤية المملكة 2030، لافتاً إلى طرح حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «يحفظها الله» 12 مشروعاً خلال عام 2019، يجسد اهتمام الدولة في إنتاج الطاقة المتجددة، ويبرز اتجاه المملكة لتقليص الاعتماد على النفط في توليد الطاقة الكهربائية، والتوسع في استغلال مصادر الطاقة المتجدد. كما استعرضت الدكتورة ملك النوري وكيلة جامعة عفت للشؤون التعليمية، والباحث الزائر بقسم الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) الأميركية، وسفيرة السعودية لمبادرة تعليم وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة التابعة للمنتدى الدولي للطاقة النظيفة، خلال الملتقى تفاصيل محطتي الطاقة الشمسية التي قامت جامعة عفت بتدشينها بالتعاون مع شركائها لتتميز بكونها أولى الجامعات السعودية في افتتاح محطات للطاقة الشمسية، مشيرة أنها تشرف على المشروعين اللذين يجسدان استراتيجية ورؤية المملكة الهادفة إلى تمكين قطاع الطاقة المتجددة.