يفتح منتدى الرياض الاقتصادي خلال انعقاده (21-23 يناير2020) برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- واحدة من أهم الملفات التي تشغل بصورة متواصلة المجتمع والاقتصاد، عبر دراسة “وظائف المستقبل”، والمتمثلة بمرحلة توطين وظائف المرحلة القادمة والاستجابة لمتغيراتها، وتلفت الدراسة الانتباه لأهمية هذه الوظائف ودورها القادم ونوعيتها وتنافسيتها ومدى استجابتها لرؤية المملكة 2030، فيما تعمل الدراسة على معرفة الآثار الاقتصادية والاجتماعية على ضوء تلك الوظائف المستقبلية.
وتشير الدراسة التي ستشهد نقاشاً واسعاً قد يتمخض عنه تغييرات في سياسات التوظيف ونوعيات الوظائف المطلوبة، وذلك لأهمية وظائف المستقبل بين دول العالم والمتقدمة منها، وستستشرف ملفات هذه القضية من خلال المنتدى مستقبل وظائف المستقبل باستعراض احتياجات الجهات الخاصة أو العامة من هذه الوظائف والمتغيرات العالمية التي ترتبط بها، وأدوات واحتياجات التوظيف والتدريب المستقبلية وتحدياتها.
وتبين الدراسة أن وظائف المستقبل ترتبط بالغالب بالتقنية مما سيحد كثيراً من توليد الوظائف التقليدية، مشيرة أن خطورة ذلك ينبع من خلال توجيهات واعتماد جهات التوظيف على سعودة الوظائف التقليدية التي ستندثر مع اشتداد ثورة التطورات التكنولوجية وتحولاتها مما يتطلب النظر بتركيز على موضوع متطلبات المهارات الوظيفية لوظائف المستقبل.
وترتبط وظائف المستقبل بالمهارات بشكل عام وبالتقنية بشكل خاص كمهارات الإبداع والابتكار وتحليل البيانات، بما يعني أنه لن يكون للشهادات أهمية كبرى وسيحظى بالوظائف والتميز من كان يملك رصيد مهني وإبداعي أكثر مما يملك من شهادات أكاديمية، معتبرة الدراسة أن التنبؤ المسبق بهذه المتغيرات المستقبلية مطلوب للاستجابة للمتغيرات والاندماج مع ثورتها الاقتصادية والاجتماعية.
وتنبع أهمية الدراسة لكونها ألقت الضوء على الواقع الحالي للوظائف وتوقعات المستقبل ودور المؤسسات التعليمية والتدريبية في ذلك، مشيرة أن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة والعامة مطالبة بتغيير استراتيجياتها وخططها بناء على المتغيرات التي ستطرأ على وظائف المستقبل.