قفزت أسعار النفط وتهاوت أسعار الأسهم في أغلب الاسواق العالمية أمس، وسط القلق الجيوسياسي في الشرق الأوسط إثر إطلاق إيران صواريخ بالستية على قاعدتين جويتين تستخدمهما القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، في تصعيد أجّج من مخاوف المستثمرين على موارد الذهب الأسود وقلقهم من مخاطر اندلاع حرب بين طهران وواشنطن.
وبعيد نصف ساعة على بدء التداولات في بورصة طوكيو ارتفع سعر برميل خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 4,53 بالمئة ليصل إلى 65,54 دولارا قبل أن يعود ويتراجع قليلاً، في حين خسر مؤشّر نيكاي الرئيسي أكثر من 2,4 %.
وقال ستيفن إينيس الخبير في “أكسي تريدر” لوكالة فرانس برس تعليقاً على نبأ الرد العسكري الإيراني إنّ “الوضع لن يكون جميلاً “وانعكست مخاوف المستثمرين على أسعار الأسهم اليابانية أيضاً التي انخفضت مقابل ارتفاع سعر الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين غالباً ما يلجأون إليه في أوقات الأزمات.
وسجّلت أكبر الانخفاضات في أسعار أسهم الشركات اليابانية المصدّرة وذلك بفعل ارتفاع سعر الين.
وقال كيوكو أميميا كبير مستشاري الأسواق في “اس.بي.اي” للأوراق المالية في تصريح لوكالة فرانس برس إنّ “الين ارتفع إلى مستوى 107,78 يناً للدولار” وهو سعر يضرّ بشكل عام بالأسهم اليابانية. وانخفضت الأسهم الصينية في ختام التداولات وسط التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط فضلًا عن ترقب المستثمرين توقيع أكبر اقتصادين في العالم على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري التي توصلا إليها الشهر الماضي.
وعند الإغلاق، تراجع مؤشر “شنغهاي” المركب بنسبة 1.22 % إلى 3066 نقطة، كما سجل “شنتشن” المركب انخفاضًا 1.24 % عند 1769 نقطة. أما العقود الآجلة للذهب فارتفعت بأكثر من 19 دولارا أو 1.23% إلى مستوى 1593.6 دولار للأوقية.
وسعت أوبك إلى تهدئة أسواق النفط العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وقال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن الإمدادات في أسواق النفط العالمية كافية ومنظمة أوبك والدول النفطية الحليفة لها ستتخذ الخطوات اللازمة للمحافظة على استقرار الأسواق إذا تصاعد التوتر فى المنطقة، مضيفا أن تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وإيران لا يمثل خطرا على حرية الملاحة في مضيق هرمز الذي تمر منه إمدادات النفط الخام لدول الخليج بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت اليوم وكالة بلومبرج للأنباء عن المزروعي قوله في تصريحات للصحفيين في أبوظبي إن الإمدادات في الأسواق كافية ومن غير المتوقع حدوث نقص في الإمدادات إلا إذا “حدث تصعيد كارثي في المواجهة وهو أمر لا نراه” الآن.
من ناحيته أكد محمد باركيندو أمين عام منظمة أوبك رسالة الوزير الإماراتي وقال “مازلنا على ثقة بأن قادتنا (قادة دول أوبك) يقومون بكل ما يمكن لاستعادة الأوضاع الطبيعية والسيطرة على الموقف قبل خروجه على السيطرة”.
وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة في تعاملات صباح امس في لندن بأكثر من 5% إلى 72 دولار للبرميل من خام برنت القياسي.