تستعد وكالة ناسا لإطلاق قمرين صناعيين جديدين هذا العام لتتبع محيطات الأرض، وستوفر الأقمار الصناعية الجديدة معلومات أكثر تفصيلاً حول ارتفاع منسوب مياه البحر والتغيرات الأخرى في المحيط على الأرض، وستكون مهمة (Jason-CS)، أطول مهمة لرصد الأرض مكرسة لدراسة المحيطات الصاعدة، حيث ستوفر المركبة الفضائية أكثر قياسات لمستوى المياه حساسية، لأنها تكشف عن تفاصيل حول ارتفاع المحيطات، مما يساعد على بناء ما يقرب من 40 عامًا من سجلات مستوى سطح البحر.
ووفقا لما ذكره موقع “space” الأمريكى، ستستخدم المهمة التابعة لناسا، قمرين صناعيين متطابقين (Sentinel-6A و Sentinel-6B) لمواصلة هذا العمل من خلال دراسة التغيرات في دوران المحيطات، وتقلب المناخ مثل النينيو والنينيا ، وأنماط الطقس، بما في ذلك الأعاصير والعواصف، بالإضافة إلى ارتفاع المحيطات.
وقال جوش ويليس عالم مشروع البعثة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا في بيان: “مستوى سطح البحر العالمي هو أفضل مقياس لكيفية تغير البشر للمناخ”.
وأضاف ويليس: “إذا فكرت في الأمر، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي يعني أن 70٪ من سطح الأرض يغير شكله وينمو، لذلك يتغير الكوكب بأسره”.
ومنذ الثورة الصناعية، أدى استخدام الوقود الأحفوري على نطاق واسع إلى إلقاء كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي للأرض.
وقد ساهمت هذه الغازات معًا في تسخين جو الكوكب إلى مستويات عالية بشكل متزايد، ونظرًا لأنها تغطي الجزء الأكبر من سطح الأرض، فإن المحيطات والبحار تمتص 90% من الحرارة التى يسببها الإنسان بواسطة الغازات الدفيئة الزائدة.
ومع ارتفاع درجة حرارة الماء، تسخن حرارة الغلاف الجوي أيضًا بالجليد والأنهار الجليدية، مما يساهم في ارتفاع منسوب مياه البحر، على مدى السنوات الـ25 الماضية، استمر معدل ارتفاع مستوى المحيطات في الزيادة.
ويتكون Sentinel-6 / Jason-CS من مركبتين فضائيتين وهما Sentinel-6A و Sentinel-6B، وستطلق Sentinel-6A العام المقبل من قاعدة فاندنبرج الجوية في كاليفورنيا على متن صاروخ SpaceX Falcon 9، حيث ستطلق شقيقتها عام 2025.
وعلى ارتفاع 800 ميل فوق الكوكب، سترسل المركبة الفضائية نبضات إلى سطح الأرض، وتقيس المدة التي تستغرقها للعودة إلى القمر الصناعي، وهي عملية تقيس مقدار بخار الماء الموجود على طول مسار المركبة الفضائية.