كشف د. أوصاف سعيد، سفير جمهورية الهند لدى المملكة، عن تشكيل فريق مشترك (هندي – سعودي)، لمعالجة الدعوى المرفوعة ضد المملكة من الهند بخصوص إغراق الصادرات البتروكيميائية من منتج “الاسيتون” في الأسواق الهندية.
وقال خلال مؤتمر صحفي بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بمناسبة زيارة سفينة سامودرا بهريدار لتنظيف التلوث البحري ومخلفات النفط، إن الفريق سيجتمع في الهند لبحث مشكلة الإغراق، مؤكداً، أن الفريق سيقوم بحلحلة الملفات العالقة، فيما لم يحدد موعداً لعقد الاجتماع لبحث مشكلة الإغراق من قبل الفريق المشترك، إلا أنه عاد وأكد أن بلاده طلبت من المملكة قيام الوفد السعودي بزيارة الهند لاستكمال جميع الإجراءات في أقرب وقت ممكن.
وأضاف، أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- إلى الهند ولي العهد آنذاك في عام 2014، وزيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- إلى الهند في فبراير 2019 وزيارة دولة رئيس الوزراء إلى المملكة في أبريل 2016 وأكتوبر 2019 كانت معالم مهمة نحو توسيع شراكتنا الاستراتيجية، مؤكداً، أن العلاقات الدفاعية هي عنصر مهم في رؤيتنا الإستراتيجية المشتركة للمنطقة والزيارات المنتظمة من قبل سفن البحرية الهندية وسفن خفر السواحل الهندية تدل على علاقاتنا المتينة، كاشفا عن الاتفاق على إجراء مناورات بحرية مشتركة في العام 2020.
وقال السفير خلال اللقاء إن البيانات والأرقام تبيّن أن المملكة هي رابع أكبر شريك تجاري للهند، ومصدر رئيس للطاقة فيها، حيث تستورد الهند حوالي 18 % من احتياجاتها من النفط الخام من المملكة، مشيرًا إلى زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين خلال العام 2018-2019، بنحو 24 %، مسجلًا نحو 34 مليار دولار منها 24 مليار دولار تجارة نفطية، 10 مليارات دولار تجارة غير نفطية، متوقعاً، نمو التجارة البينية غير النفطية سترتفع إلى 20 ملياراً خلال السنوات الخمس القادمة، منوّهًا بسلسلة من إجراءات تحسين سهولة ممارسة أنشطة الأعمال في البلدين، مبيناً، أن عدد العمالة الهندية بالمملكة تبلغ 2,6 مليون عامل، حيث تعد الجالية الهندية من أكبر الجاليات بالمملكة، مؤكداً، أن عدد الحجاج الهنود سيبلغ في العام الجاري 200 ألف حاج بعد أن كانوا 170 ألف حاج.
وفيما يتعلق بانعكاسات التوتر في المنطقة على الحركة التجارية، اعترف بوجود مخاوف حقيقية، مؤكداً، أن بلاده تفضل حل أسباب التوتر بالطرق السلمية، ومشدداً على حرية الممرات المائية بحيث تكون آمنة، مشيراً إلى أن وجود ممرات بحرية آمنة سينعكس على نمو التجارة العالمية، موضحاً، أن بلاده تؤمن بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، داعياً لحل التوتر بشكل ودي وعبر المنظمات الدولية، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة في إزالة أسباب التوتر عن طريق المنظمات الأممية.
وأكد أن المملكة والهند شرعت رحلة مدروسة بشكل جيد نحو تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات المتعددة الجوانب، منها استكشاف فرص التجارة والأعمال وتطوير البنية التحتية والتبادل التجاري والأبحاث الطبية.
واعتبر زيارات السفن تكشف الرغبة في تعزيز التعاون مع المملكة في شؤون الدفاع، لافتاً إلى أن زيارة هذه السفن البحرية تساعد في تعزيز التفاهم وقابلية التشغيل المتبادل بين البحريتين، متطلعاً إلى تعزيز آليات التعاون الدفاعي.
وأكد نشر أصول البحرية وخفر السواحل الهندية بشكل متزايد في الآونة الأخيرة في التصدي للمخاوف البحرية الرئيسة في المنطقة، بالإضافة إلى لمساعدة البلدان في منطقة المحيط الهندي من خلال المسح البحري والبحث والإنقاذ وأنشطة بناء القدرات وتعزيز القدرات الأخرى.