قال إمام المسجد النبوي أحمد بن طالب بن حميد – في خطبة الجمعة – : أهل الإسلام أولى بالمضاعفة والنور والغفران لأنهم آمنوا بجميع أنبياء الله ورسله كما أخبر عنهم رب العزة والجلال , فهذه الأمة أقصر الأمم أجلا , وأوفاها أجرا , وهذه الأمة متأخرة زمانا في الدنيا متقدمة مكانة دنيا وأخرى , وجمع الله لنا في هذه الأمة الخليلية الإبراهيمية , والشريعة المصطفوية المحمدية بين كمال الإقبال على الله , واليسر في عبادة الله فهي أحب الدين إلى الله , وهذا دين الإسلام دين رب العالمين أوجب الدخول فيه على الثقلين أجمعين ولن يقبل الله من أحد دينا سواه , ” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين “.
وقال : لا أكمل ولا أتم من أمر أكمله الله لنا وأتمه هو سبحانه علينا ونسبه عز وجل إليه ورضيه لأهل الكرامة عليه وسماه بفضله ورحمته نعمة ودينا , قال الله تعالى : ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” , أمر بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم أتم بيان ونسبه إلى ذاته الشريفة وأقام أصله وقاعدته , وفصل لوازمه وتوابعه ونواقصه ونواقضه وأنه هو الحق المبين والصراط المستقيم , والسبيل القويم , والهدى المستبين , وما كان كذلك فهو أحق بالاتباع والصبر عليه إلى لقاء خير الحاكمين.
وأضاف : أخذ الله ميثاق الأنبياء وأتباعهم جميعا على الإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وبما جاء به عن رب العالمين قال تعالى : ” وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين , فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون , أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ” , ومن وفى فله الجزاء الأوفى , وأوتي كفلين من رحمة العلي الأعلى.