وصف جون أبي زيد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة، العلاقات السعودية الأميركية بالقوية جداً، والتي تخبر عن ماضي وحاضر ومستقبل هذه العلاقة القوية، وقال نتطلع لدعم هذه العلاقة بشكل أكبر ودعم فرص التعاون لخمسة وسبعين عاماً أخرى من العلاقات الثنائية، والتي أسس لها الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت في الرابع عشر من فبراير عام 1945م.
وبين أنه لا يمكن حصر هذه العلاقة في مجال البترول والتعاون الأمني بل تنامت العلاقات أكثر، حيث تلعب شركة أرامكو السعودية دوراً مهماً في العلاقات التجارية بين الطرفين ونحن فخورون بذلك، فهي أكبر شركة ربحية في العالم، واعتقد أن مستقبل العلاقات سيكون قوياً لدعم رؤية المملكة في التنمية والازدهار.
وأشار خلال لقاء صحفي، إلى أن الشركات الخدمية الأميركية ستكون موجودة في المملكة وسيكون هناك فرص تعاون بين الشركات الأميركية والسعودية على نطاق واسع في مجال الاستثمار والتصنيع والإنتاج حيث استمر هذا الأمر خلال الـ 75 عاماً الماضية، حيث من المتوقع ازدياد ونمو التعاون بين الشركات في كلا البلدين في المستقبل.
وأشار السفير الأميركي إلى أن التعاون في مجال الأمن سيكون مستمراً بسبب ازدياد قدرات وأمكانات المملكة، وهذه العلاقات ستكون ممتازة وقوية ومستمرة، مؤكداً أن تسريع النمو في المملكة أمر رائع وجيد تقوم به الحكومة السعودية، وأن بلاده على أتم الاستعداد للمساعدة.
وحول التغيرات التي شهدتها المملكة مؤخراً في مختلف المجالات، أوضح أن هناك الكثير من الأميركان قدموا مؤخراً للمملكة ليشاهدوا مدى التطور والتقدم الحادث في المملكة مؤخراً في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأوضح أبي زيد أن هناك تزايداً في عدد الشركات الأميركية العاملة في المملكة، فنحن شاهدنا العديد من رؤساء مجلس الإدارة للشركات السعودية يوقعون اتفاقيات تعاون في كافة المجالات مع نظيرتها الأميركية، لكن هناك فرصاً متنامية ومتزايدة لقيام شركات أميركية بالاستثمار في المملكة، فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي كانت الشركات الأميركية والسعودية تناقش أي مشكلات بهدف الحل لدفع التعاون قدما.
وأشاد السفير الأميركي بقدرات المملكة في مجال الدفاع الجوي والتي تتحسن يوماً بعد يوم، فالمملكة لديها أسلحة متطورة للتصدي للهجمات المعادية، وأنا مهتم بأن أرى انطلاقات وطفرات تقنية كبيرة تحدث في نظام التسليح للمملكة.
وقال: إن التصرفات الإيرانية عدوانية ومتطرفة، فنحن لا نريد حرباً مع إيران، نحن نريد إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة، المملكة العربية السعودية لا تريد الحرب، الولايات المتحدة لا تريد الحرب، والمملكة تعمل على تحقيق رؤيتها 2030م وتتبنى خيار التنمية والاستقرار في المنطقة، نريد لابنائنا حياة أفضل بعيدة عن الحروب والصراعات.
وحول خطة السلام التي اقترحها الرئيس ترامب من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين الإسرائيليين،
قال: «عندما أتيت إلى الشرق الأوسط لأول مرة في عام 1978 وكانت القضية الرئيسية هي الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مكثت طويلًا في الشرق الأوسط منذ ذلك الحين ولم تشهد الأزمة أي تحسنًا عندما كانت تحقق تحسنًا فسرعان ما كانت تعود إلى ما كانت عليه.
في ضوء خطتنا المطروحة بشأن إحلال السلام، فإننا اقتنصنا الفرصة لإجراء التفاوض بين الطرفين وعرضنا المساعدة في هذه المفاوضات. لم نقل مطلقًا أنه لا فرصة لإجراء المفاوضات، ولكن على النقيض، فقد أردنا إجراء هذه المفاوضات، وأعتقد أنه يجدر بنا الانتظار لمعرفة ما سيحدث، نرى أن التفاوض بين الجانبين هو وسيلة لحل الأزمة ولم نرَ أن هذه الأزمة لا يمكن التفاوض بشأنها.
وأضاف، « إنني دبلوماسي وكنت عسكريًا سواء في أوقات السلم أو الحرب، ولكن بصفتي دبلوماسياً، فإنني أبحث دائمًا عن حل للأزمة؛ ما الذي بمقدورنا فعله ولكن ليس ما لا يمكننا فعله، ما يعجبني بشأن الإعلان عن الخطة هو أنها تتيح فرصة للتفاوض. أخال بعض الإسرائيليين لا يشعرون بالرضاء عن الخطة كما هو الحال بالنسبة لبعض الفلسطينيين. ولكني أؤيد الرأي بأنه عاجلاً أم عاجلاً، يجب التوصل إلى حل لهذه الأزمة لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. لا أرغب بالتكهن حيال كيف ستسير الأمور. أعتقد أننا بحاجة إلى التحلي بقليل من الصبر لمعرفة ما سيحدث ومنح الأطراف الفرصة للتحدث والتفكر بشأن الأمر. فلندع الدبلوماسيون يؤدون عملهم والانتظار حتى نرى إلى أين سيؤول بنا الأمر. آمل أن نحقق تقدمًا حيال هذه الأزمة بما يخدم صالح الجميع في المنطقة، كما آمل أن يجد الإيرانيون دربًا يقودهم إلى مستقبل أفضل لهم.
وأعتقد أن الخطوة التالية تكمن في انتظار ما سيصرح به الفلسطينيون والإسرائيليون، وهل سيعلنون عن استعدادهم للحديث في ضوء ما تقدمه الخطة الأميركية، هذه هي الخطوة التالية، الجميع لديه رأي في الوقت الراهن، الأغلبية شكلت رأيًا من دون الاطلاع على الخطة ويرون أن الأمر يتعلق فحسب بقبولها أو رفضها، إنني مفعم بالأمل، لأنه لا يمكن التخلي عن الأمل في الشرق الأوسط، إنني مفعم بالأمل بشأن الدرب الذي سلكته المملكة من أجل إحلال السلام في المنطقة حتى أكثر مما تسعى إليه الخطة الأميركية.
وحول رؤية البعض لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي وأنها تنطوي على تحيز كامل للجانب الإسرائيلي، رد بقوله: طالعت تعليقًا نشرته إحدى الصحف الإسرائيلية ويقول: إن ترامب استل سكينًا وطعن به نتنياهو، وهو يشير إلى الخطة الأميركية، أعتقد أنه يجب أن نأخذ نفساً عميقًا ونبقى هادئين ونمنح الفرصة لمعرفة إلى أين ستؤول بنا الأمور.
وحول مستقبل العلاقات السعودية الأميركية في ظل أي تأثيرات محتملة، قال: أعتقد أنه يجدر بنا التصديق أننا أصدقاء لأن كافة البراهين تؤكد على ذلك، لدينا قوات أميركية متمركزة في الخليج العربي لكي نضمن استمرار تدفق التجارة، لا نفعل هذا لصالح المملكة العربية السعودية فحسب بل لصالح أنفسنا أيضاً ولصالح الاقتصاد العالمي، فأمن المملكة يرتبط بأمننا.
والعلاقة بين المملكة والولايات المتحدة متميزة للغاية ولا تضاهيها أي علاقات أخرى حول العالم، وعقب توليه المنصب، قام الرئيس الأميركي بزيارة المملكة العربية السعودية، وكذلك العديد من الوزراء مثل وزراء الدفاع والخارجية والطاقة بهدف تعزيز العلاقات والمضي قدماً في الشراكات بين البلدين.