بعد أن أعطت الشقيقتين المملكة والكويت الضوء الأخضر لاستئناف إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي من المنطقة المحايدة المقسومة البرية والمغمورة بدأ حراك تشغيلي ضخم للغاية في حقلي الخفجي البحري في الجانب السعودي والوفرة البري في الجانب الكويتي واللذين يمكن أن يقدما ما بين 500-600 ألف برميل يوميا في سوق النفط بكامل طاقتهما تشكل نحو 0,5 في المئة من الإنتاج العالمي، وتضخ نحو مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يومياً، والتي يتشارك البلدان في امتلاكها مناصفة وكافة ثروات المنطقة.
وأبلغت شركة شيفرون العربية السعودية، التي تقوم نيابة عن المملكة بتشغيل حقل الوفرة بالاشتراك مع شركة نفط الخليج الكويتية التي تمثل الكويت في تشغيل حصتها المتساوية في المنطقة من خلال العمليات المشتركة، إنها أنجزت تقدما كبيراً في أعمال سلسلة الأنشطة السابقة لبدء التشغيل، وعكفها على جهود جبارة لضمان جاهزية قوتها العاملة لاستئناف العمليات بأمان والإنتاج التجريبي المتدرج. وكانت طاقة الحقل الإنتاجية تبلغ 220 ألف برميل يوميا، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاجه 145 ألف برميل يوميا بعد مرور سنة من إعادة التشغيل، وذلك بعد سنوات عجاف تعلقت خلالها عملياته والمنطقة بأكملها منذ مايو 2015 نطراً لخضوعها لإعادة تقييم بيئي إصلاحي شامل.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة بلغ متوسط الإنتاج من المنطقة حوالي 500,000 برميل يومياً في الفترة 2014-2015 قبل إغلاق حقلي النفط الخفجي والوفرة، في حين أن إنتاج النفط التجريبي من حقل الوفرة سيبدأ بواقع عشرة آلاف برميل يوميا بحلول أواخر مارس القادم، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج إلى 80 ألف برميل يوميا من الحقل في غضون ستة أشهر من بدء الإنتاج التجريبي. فيما أخبرت مصادر من الكويت والمملكة العربية السعودية «أويل برايس» أن الإنتاج التجريبي البالغ 10000 برميل يومياً سيبدأ في حقل الخفجي في أو بالقرب من 25 فبراير.
وتمتاز المنطقة المقسومة المحايدة بين البلدين بأنواع من النفط الخام الحامض الثقيل الذي تقلصت إمداداته العالمية بسبب تراجع العرض من إيران وفنزويلا ومناطق أخرى مضطربة. إلا أن البلدين أكدا بأن زيادة حصصهما الإنتاجية المضافة من المنطقة المقسومة لن تخل بالتزاماتهما في صفقة أوبك+ بخفض الإنتاج وفق الحصص المتفق عليها حيث عمقت المملكة خفضهاً بأكثر من 400 ألف برميل في اليوم للشهر الماضي عن حصتها البالغة 10.14 مليون برميل حيث بلغ إنتاجها 9.74 ملايين برميل بنسبة امتثال 128 %.
وتنفذ شركة شيفرون والشركة الكويتية لنفط الخليج من خلال العمليات المشتركة للوفرة أعمال استكشاف وتطوير المصادر البترولية وإنتاج البترول في الجزء اليابس من المنطقة المقسومة كما تقوم بتشغيل عدة حقول بترول منها الوفرة، وجنوب أم قدير، وجنوب الفوارس، وعرق، وشمال الوفرة، وحما، كما تقوم بصفة رئيسة بإنتاج الزيت الثقيل من عشرة مكامن. فيما تشمل العمليات المشتركة للخفجي استكشاف وتطوير وإنتاج النفط في المنطقة البحرية من المنطقة المقسومة المشتركة بين البلدين وتضم حقول النفط والغاز في مناطق الخفجي، ولولو، والحوت، والدرة.
وجاء هذا التقدم المطرد في أعمال المنطقة المقسومة في ظل الدعم السخي الذي قدمته حكومة البلدين وموافقتهما على تمكين كل شركة من الشركات التي ترعى مصالح الطرف الآخر بالتواجد في الجزء الخاضع لسيادته من المنطقة المقسومة أو لذلك الجزء الخاضع لحقوقه في المنطقة المغمورة المقسومة، وإجراء جميع عمليات الكشف والتنقيب والحفر واستغلال الموارد الهيدروكربونية وفق امتيازها مع الطرف الذي ترعى الشركة المعنية مصالحه.