طوى دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى للمحترفين جولته الـ27، التي شهدت نتائجها الكثير من الإثارة والتحدي والندية، إذ سجل 24 هدفا في مبارياتها العشرة في تراجع واضح عن الجولتين اللتين قبلها؛ إذ انتهت سبع منها بالفوز وثلاثة تعادلات، وبات مشهد المنافسة على مقدمة الدوري، والسباق على بطاقات الصعود الثلاثة أكثر غموضا مع تحديث مستمر لمركزي الصدارة والوصافة وثالث ورابع الترتيب؛ فيما أصبحت ملامح الهبوط أكثر وضوحا باستقرار دوامة القاع، وتفريط أطرافه بالمزيد من النقاط، وسيشهد نهاية الموسم توديع أربعة فرق للدوري.
ما يحدث هذا الموسم من صراع محتدم بين الرباعي العين والباطن وأحد والقادسية، بالمنافسة الشرسة على صدارة الترتيب منذ الجولة الأولى، هو أمر نادر الحدوث فى الدوري في المواسم المنصرمة.
الطريف أن قمة الدوري شهدت بالفعل لعبة “الكراسى الموسيقية”، وتحديداً فى الجولات الأخيرة، من بعد أن تنازل أحد عن القمة بعد وصوله الأول بالخسارة من منافسة القوي الباطن بهدف نظيف في قمة الجولة الـ27، والذي اعتلى الصدارة لمدة 24 ساعة، ليعود العين ليخطف القمة من جديد بعد غيابه ثلاث جولات بتجاوز التقدم بثلاثية لتتغنى جماهيره بقدرة ممثل الباحة على الحفاظ على طموحاته لتحقيق اللقب والصعود لدوري المحترفين لأول مرة، بوصوله للنقطة 53 وهو ذات رصيد الباطن الذي تراجع للوصافة بفارق الأهداف، في المقابل هبط أحد لثالث الترتيب بنقاطة الـ50 بعدما خذل جماهيره بالهزيمة من الباطن، وتقديم مستوى باهت وإيقاف سلسلة نتائجه المميزة التي استمرت عشر جولات دون خسارة، ولم يكن القادسية بأفضل حال منه واكتفى بالتعادل مع الجبلين وبقي رابعا بـ49 نقطة، وهو الذي سجل تراجع واضح بالمستوى والنتائج مؤخرا.
ومن المتوقع أن تستمر لعبة الكراسى الموسيقية فى الدوري خلال الجولات الـ11 المتبقية من عمر المسابقة، خصوصاً أنه ستكون هناك مواجهات مباشرة بين رباعي المقدمة، ستحسم الكثير من الأمور حول وجهة دوري الأولى هذا الموسم والثلاثي الصاعد. وشهدت المباريات الأخيرة التي جرت ضمن الجولات الثلاثة الأخيرة تغييرات على قمة وقاع الدوري، وستستمر أكثر تقلبا حتى نهاية الموسم، وبالتالي فإن جميع المباريات المقبلة ستكون صعبة، في ظل حرص جميع الأندية على عدم التفريط بالنقاط، بحثا منها عن المنافسة على قمة الدوري أيضا إلى الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط ستقدم أيضا مباريات قوية للحفاظ على مقعدها بدوري الدرجة الأولى، وهو ما سيمنح المسابقة مزيدا من الإثارة والندية، سعيا لتحقيق الهدف المنشود.
سباق سداسي
عاد العين لصدارة الدوري للمرة الـ13، بعد أن كسب نقاط التقدم في مباراة من طرف واحد، وواصل الباطن انطلاقته وحصده النقاط، واحتفظ بمركزه خلف المتصدر بذات الرصيد من النقاط؛ فيما عاد أحد خطوتين للوراء بعد خسارة في هذه الجولة على ملعبه، وبقي القادسية رابعا بتعادل جديد، وظل بينه وبين المتصدر أربع نقاط فقط، وقفز البكيرية لخامس الترتيب بالفوز على المجزل وأصبح خطرا يهدد رباعي المقدمة، وكذلك الحال بالنسبة للنهضة الذي تقدم لسادس الترتيب بعد انتصاره على الكوكب وهو على مقربة من شق طريقه في ثلاثي الصدارة.
بعيداً عن المنافسة
عاد نجران لتسجيل الانتصارات ففاز الخليج، بنتيجة 4 – 1 على ملعبه، وهي النتيجة التي حافظت على توازن نجران في وسط الترتيب، ومثله الثقبة الذي اكتفى بالتعادل مع الطائي، ليبقى تاسعا على مقربة من ثماني المقدمة، على الرغم من تفريطه بالنقاط وابتعاده عن المنافسة القوية، ونجح جدة على ملعبه من تحقيق نتيجة كبيرة على حطين، بعد تراجع مستوياته واستقراره في وسط الترتيب.
شبح الهبوط
مع قرب انتصاف الثلث الأخير من الدوري، ظلت منطقة القاع أكثر تجمدا واستقرارا بالرباعي التقدم والمجزل وحطين والنجوم وكذلك الأنصار، وفي هذه الجولة حقق الأنصار انتصارا كاسحا وبثلاثية خارج ملعبه على الشعلة فيما تعادل النجوم مع الجيل وخسر المجزل والتقدم، ومازالت الأطراف الخمسة بحاجة للكثير من النقاط، للهروب من شبح الهبوط، الذي بات يقترب أكثر وأكثر، مع تبقي 11 جولة لختام الدوري.
خمسة أندية سجلت ارتفاعاً
حفلت الجولة الأخيرة بتغيرات واسعة في ترتيب الدوري، وسجلت خمسة أندية تصاعدا بالمستوى والنتائج يتقدمها ثنائي المقدمة العين والباطن وجدة ونجران والنجوم، في المقابل حافظت عشرة فرق على وضعها دون تغيير يتقدمها القادسية والبكيرية والنهضة والجبلين والطائي والجيل والخليج والكوكب والأنصار والتقدم، في المقابل سجلت خمسة فرق أخرى تراجعا ملحوظا يتقدمها أحد والثقبة والشعلة وحطين والمجزل.