رفضت روسيا اقتراحاً من أوبك بتعميق خفض إنتاج النفط الذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، فيما وافقت موسكو فقط على تمديد التخفيضات الحالية التي يبلغ مجموعها 1.7 مليون برميل يومياً، ولا يزال هناك بعض الأمل حيث إن روسيا تناقش القضية مع المملكة العربية السعودية، لكن فرص التوصل إلى اتفاق تبدو ضئيلة بعد تصريح مصدر في حكومة موسكو بقوله إن الموقف الروسي ليس على وشك التغيير.
ينص اقتراح أوبك المتمثل في تخفيضات إضافية قدرها 1.5 مليون برميل يومياً، على تخفيضات قدرها مليون برميل يوميا لأوبك، و500 ألف برميل يومياً لشركائها خارج أوبك، بقيادة روسيا، مما يعني أن روسيا يجب أن تخفض أكثر. وسيصل الحجم الإجمالي للتخفيضات، إذا تم الاتفاق عليه، إلى 3.6 ملايين برميل في اليوم.
وإذ لم يتغير الموقف الروسي بالفعل، فإن هذا سيضع أوبك في موقف أكثر اعتماداً على قوتها النفطية حيث أقر وزير النفط النيجيري تيمبر سيلفا بأنه سيتعين على أوبك أن تخفض حتى لو لم تشارك روسيا في التخفيضات الإضافية، بحسب “قلوبال بلاتس” التي نقلت عن سيلفا قوله “إن هذا في الحقيقة لن يكون جيدًا للغاية بالنسبة لنا، لكننا نتوقع صفقة”، وأضاف إن أوبك ليس لديها “خطة ب” إذا رفضت روسيا اقتراح خفض 1.5 مليون برميل في اليوم والذي وصفه البعض بإنذار أخير لأن الاقتراح قدم قبل انضمام وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى أوبك في فيينا، ومع ذلك على الرغم من أن روسيا لم توافق على الاقتراح، فإنها لم تعارضه بشكل صريح.
وتراجع النفط يوم الجمعة حيث انخفض خام برنت بنسبة 8 في المائة تقريبًا إلى 46.16 دولارًا للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.8 ٪ إلى 42.33 دولارًا في الساعة 10:20 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ولكن خلص المسح إلى أنه لا تزال هناك زيادة في الإنتاج من جانب العراق ونيجيريا، وكلاهما تباطأ في الالتزام باتفاقات سابقة لأوبك+، مما يعني أن أوبك التزمت بنسبة 128 % بتعهدات الخفض في فبراير، انخفاضاً من 133 % في يناير.
وكان إنتاج فبراير هو الأقل لأوبك منذ 2009 على الأقل، وهو العام الذي طبقت فيه المنظمة أكبر تخفيضاتها على الإطلاق بسبب الأزمة المالية، وذلك بعد استثناء التغيرات في العضوية التي حدثت منذ ذلك الحين. وهوى إنتاج النفط في ليبيا منذ 18 يناير بسبب إغلاق للموانئ والحقول شرق البلاد، حيث بلغ الإنتاج في ليبيا في المتوسط 155 ألف برميل يومياً على مدار الشهر، انخفاضاً من 760 أف برميل يومياً في يناير. فيما لم تكن هناك أي تخفيضات كبيرة أخرى في الإنتاج من المجموعة. وقالت مصادر إن السعودية أبقت طواعية على الإنتاج دون حصتها، كما تجاوز امتثال الإمارات والكويت المستوى المستهدف لكل منهما.
ومن بين الدول التي ضخت أكثر، يشير مسح فبراير إلى أن نيجيريا والعراق، وكلاهما تباطأ في تنفيذ تخفيضات في 2019، رفعاً الإنتاج بسبب زيادة الصادرات. وفي العضوين المستثنيين الآخرين، إيران وفنزويلا، كان الإنتاج مستقرا. وتخضع إيران لعقوبات أميركية تحد من صادراتها، في حين تواجه فنزويلا عقوبات أميركية وانخفاضا في الإنتاج منذ وقت طويل. وخرجت الإكوادور من أوبك بنهاية 2019، مما خفض إنتاج المنظمة بنحو 500 ألف برميل يومياً مقارنة مع ديسمبر.