لم يأتِ قرار المملكة بتزويد أسواق النفط العالمية بقدرة 12.3 مليون برميل يومياً لشهر أبريل ورفع الحد الأقصى للطاقة الإنتاجية المستدامة بمقدار مليون برميل يومياً إلى 13 مليون برميل في اليوم، من فراغ ولم يكن مجازفة بل من قدرات هائلة متدفقة كانت قد آثرت المملكة إبقاءها غير نشطة لسنين ماضية احتراماً لاتفاقية التعاون المشترك لخفض الإنتاج بين أوبك بقيادة المملكة وغير أوبك بقيادة روسيا. إلا أن فض الاتفاقية من الجانب الروسي قد حررت قيود خفض الإنتاج لجميع الدول التي أعلنت زيادة إنتاجها، في الوقت الذي رأت المملكة بأن الوقت قد آن لجعل كثير من آبارها النفطية الخاملة نشطة دون تكاليف رأس مالية في ظل جاهزية معظمها رهن الإشارة.
وعلى أرض الميدان تعهدت عملاقة الطاقة في العالم شركة أرامكو السعودية ببلوغ الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة 13 مليون برميل في اليوم في ظل ملايين البراميل التي يمكن ضخها دون معوقات حيث كانت قد بدأت تنفيذ مشروعات زيادة إنتاج الخام، ومشروعات تطويرية ومشروعات حفر محتملة، بالإضافة إلى برامج الدعم مثل التدخل في الآبار والمحافظة على ضغط المكامن.
وقالت الشركة إنها نفذت أعمالاً ضخمة لإنجاز كبرى المشروعات الرامية إلى زيادة إنتاج المملكة من النفط الخام، ومن أهم إنجازات هذه المشروعات الانتهاء من مشروع زيادة الإنتاج من حقل الحرملية وتشغيله بزيادة بلغت 25 ألف برميل في اليوم، لتصل طاقته الإنتاجية إلى 100 ألف برميل في اليوم. ويجري إنجاز أعمال الإنشاءات في مشروعي زيادة الإنتاج في عين دار، وفزران، ومن المتوقع بدء تشغيلهما خلال الأشهر القادمة من 2020 بطاقة إنتاجية تبلغ 175 ألف برميل في اليوم.
كما بدأت أرامكو مرحلة التصميم الهندسي وأعمال توفير المواد في مشروعي زيادة الإنتاج في حقلي المرجان والبري. ومن المنتظر أن يسهم مشروع المرجان إلى زيادة إنتاج النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل في اليوم، والبري بمقدار 250 ألف برميل في اليوم، ومن المتوقع بدء تشغيلهما في 2023.
ويجري العمل أيضاً في بئر الدمام بطاقة إنتاجية إجمالية 75 ألف برميل في اليوم، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله على مرحلتين، حيث بدأ الإعداد للمرحلة الأولى، ومن المقرر الانتهاء منها في عام 2022 بسعة متوقعة قدرها 25 ألف برميل في اليوم، ومن المقرر تحقيق الطاقة الإنتاجية المتبقية في عام 2026.
وترتكز أرامكو أيضاً في زيادة طاقتها الإنتاجية وبأهمية خاصة على إمدادات إضافية بقدرة أكثر من مليونين برميل في اليوم عبر خط الأنابيب شرق-غرب حيث يربط مرافق إنتاج النفط في المنطقة الشرقية بمدينة ينبع على الساحل الغربي للمملكة، ويتيح للشركة مرونة تصدير النفط الخام من الساحلين الشرقي والغربي للمملكة، وساهم الخط بنقل ما متوسطه 2,1 مليون برميل في اليوم في 2019. إلا أن خط الأنابيب شرق-غرب قد حقق زيادة مؤقتة في الطاقة الاستيعابية بنجاح من 5,0 مليون برميل في اليوم إلى 7,0 مليون برميل في اليوم خلال التحويل المبدئي لأنابيب الغاز الطبيعي المسال واستخدام عوامل الاختزال.
وتوفر أرامكو أيضاً في مساعيها لزيادة إنتاجها خياراً آخر لبلوغ البحر الأبيض المتوسط من البحر الأحمر دون المرور بقناة السويس حيث تمتلك أرامكو السعودية حصة حقوق ملكية قدرها 15 % في الشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد)، التي تضطلع بتشغيل خط أنابيب سوميد، والذي يمتد من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط عبر جمهورية مصر العربية، وهو خيار بديل لقناة السويس.
ووسعت أرامكو تجارتها من النفط الخام والمنتجات المكررة حيث بلغ متوسطها 4,5 مليون برميل في اليوم في 2019 مقارنة مع 4,0 مليون برميل في اليوم في عام قبله، فيما بلغ متوسط تصدير النفط الخام 7,1 مليون برميل في اليوم مقارنة مع 7,3 مليون برميل في اليوم في 2018.
ويشير التحليل الجغرافي لإيرادات أرامكو السعودية الخارجية أن المبيعات للعملاء الخارجيين حسب المنطقة مبنية على أساس موقع الشركة التابعة لأرامكو السعودية، التي قامت بعملية البيع. وتشتمل الإيرادات الناتجة من خارج المملكة على مبيعات قدرها 119,3 مليار ريال من الولايات المتحدة الأميركية في 2019 بزيادة 563 مليون ريال عن إيرادات 2018 البالغة 118,8 مليار ريال.