دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس إلى التوبة وحسن التوكل على الله لرفع وباء الكورونا، وقال: إنه ما وقع بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، وقد نزل بالناس هذا الفيروس فاتقوه بالدعاء والعمل بالأسباب التي شرعها الدين الإسلامي وأضاف: «إن الله هو الملجأ والحصن الذي يلاذ به في كل نازلة وأمر»، منبهاً على أن الأخذ بالأسباب مأمور به شرعاً وعقلاً، فمن اعتمد على الأسباب وتوكل عليها أشرك بالله تعالى، ومن تركها وعطلها خالف الشرع والعقل، وهذه الغمة سيرفعها الله إن شاء تعالى، قال عز وجل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن الفرج مع الكرب»، وحث الشيخ الحذيفي على التعاون مع ولاة الأمر بالأخذ بالحيطة والحرص على الوقاية، والتزام الإرشادات الصحية بعد التوكل على الله عز وجل، ويشكر لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – حرصه الشديد على صحة المواطنين والمقيمين لكلمته التي وجهها، ويشكر لحكومته قيامها بالواجب الذي كلفها به – أعزه الله -، وقال إمام المسجد النبوي: تفكروا في الأمم الماضية والقرون الخالية، كيف عاقبهم الله بالذنوب المتنوعة، ومنهم من هو من أولاد الأنبياء، وفي هذا العصر ما من معصية أهلك الله بها القرون العاتية إلا وهي موجودة في الأرض بكثرة وإصرار وازدياد، فسنة الله سبحانه تجري على المؤمن والكافر، قال الله تعالى : (أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر).
وأضاف: فيروس لا يرى بالعين المجردة يرعب البشرية فكيف لو سلط عليهم بذنوبهم أقوى من هذا، قال تعالى: (ولا يعلم جنود ربك إلا هو)، ومن الحكم في هذه النازلة معرفة ضعف الإنسان وعجزه أمام الواحد القهار، فالإنسان لا يمتنع من أصغر مخلوق يسلطه الله عليه بما كسب، قال تعالى: (وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له، وما لهم من دونه من والٍ).