عززت السياسة النفطية للمملكة، حول زيادة إمداداتها النفطية للسوق العالمي بضخ 10,6 ملايين برميل في اليوم ابتداء من مايو القادم، مكاسب شركة أرامكو السعودية الاستراتيجية بشكل مزدوج من حيث دفع خطى الشركة قدماً لتوسعة مخزوناتها النفطية الاستراتيجية الدولية من جهة، وفتح منافذ تسويقية جديدة واستحواذ حصص أكبر في الموانئ الرئيسة من جهة أخرى.
وقالت أرامكو إنها سجلت أرقاماً قياسية في شحن 15 ناقلة نفط بأكثر من 18,8 مليون برميل من أجود أنواع النفط بموثوقية وكفاءة لا تضاهى، لتلبية حاجة العالم المتزايدة للطاقة في وقت تزداد فيه حاجة العالم للاستقرار.
وتعهدت المملكة بتوريد 10.3 ملايين برميل يومياً للسوق العالمي في أبريل الجاري وتصدير المزيد في مايو إلى 10,6 ملايين برميل، فيما تأتي زيادة الصادرات على أثر تراجع الطلب المحلي السعودي بسبب عمليات الإغلاق لمكافحة الفيروس التاجي والذي يمكن البلاد من تصدير المزيد من النفط الذي تنتجه.
وأنجزت شركة أرامكو خطوات متقدمة في زيادة سعتها التخزينية في أهم مراكز تسليم النفط الدولية الاستراتيجية، مع النفاذ القوي لأوروبا لضخ كميات محددة من النفط الخام عبر مناطق جغرافية مختلفة حول العالم والمحافظة على التوازن بين العملاء ومنافذ البيع لضمان إمدادات آمنة ومسـتدامة من النفط وتأمين منافذ جديدة لإنتاجها.
ونجحت أرامكو بالفعل في تعزيز تواجدها في أوروبا كميزة تنافسـية للشـركة لتوريـد اللقيـم للسـوق الأوروبي في وقت ترتبط أرامكو باتفاقية توريد النفط الخام لشركة بولندية بطاقة 74 ألف برميل من النفط الخام العربي يومياً مع الارتباط باتفاقية جديدة لتوريد النفط الخام لشركة التكرير البولندية لدعم خطط أرامكو لتخصيص منافذ إستراتيجية جديدة للنفط الخام وتمكينها من إيجاد موطئ قدم لها في عديد من الأسواق المستقبلية وتحقيق التوازن المثالي للحضور الجغرافي بين آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
إلا أن التوسع في المخزونات الدولية هو الأكثر لفتاً في تحركات أرامكو وتواجدها القوي على مشارف أربع منافذ استراتيجية دولية لتخزين النفط الخام في هولندا ومصر والإمارات واليابان بطاقة تخزينية إجمالية بأكثر من 66 مليون برميل مما يعزز مرونتها التشغيلية وإمكانية الاعتماد عليها في الحصول على الإمدادات.
وقالت أرامكو إنها تتابع عن كثب ما تنتجه من المواد الهيدروكربونية من أجل مراقبة وتحسين عمليات تسليمها. في وقت تقدر مخزونات النفط السعودي في المملكة وخارجة بنحو 200 برميل يوميًا، فضلاً عن الطاقة الفائضة الفعلية بأكثر من مليونين برميل يومياً تشكل أكثر من ثلثي الطاقة الفائضة لدى أوبك. وإجمالا، تحتفظ المملكة بحوالي مليون إلى مليوني برميل يومياً من النفط كطاقة احتياطية للطوارئ.
في حين تركز أرامكو أكثر على بناء المخزونات الأوروبية حيث تمثل محطة النفط الخام ومرافق التخزين في روتردام بهولندا واحدة من أكبر مواقع تخزين ونقل النفط في منطقة اليورو بقدرتها على معالجة 35 مليون متر مكعب من النفط سنويًا أي ربع إجمالي الكمية المتداولة في المنطقة. ويتم شحن النفط من المملكة وعند وصولها يتم تخزينها في 33 خزانًا قبل توزيعها على مختلف العملاء المحليين والدوليين عبر خطوط الأنابيب.
وظفرت أرامكو بأنجح الصفقات بتوسعة مخازنها في اليابان حيث تستأجر أرامكو السعودية ما سعته 8,180 مليون برميل من الطاقة النفطية الخام في أوكيناوا لأغراض تجارية مقابل إعطاء اليابان الأولوية للإمداد في حاله الطوارئ وهي خطوة تتيح لكبير موردي النفط لليابان بالشرق الأوسط المملكة الوصول السريع والسهل إلى عملائها الرئيسيين في شرق آسيا، مع توفير أمن الطاقة لطوكيو.