يعقد أعضاء أوبك ومنتجون حلفاء اجتماعا اليوم عبر دائرة تلفزيونية لبحث إطلاق تخفيضات إنتاج تستهدف دعم الأسعار التي تراجعت في ظل جائحة فيروس كورونا.
وقال أستاذ القانون الدستوري المعاصر في جامعة إكسفورد الدكتور راشد أبانمي: يرى الجميع ضرورة تخفيض الإنتاج لإعادة التوازن في السوق النفطية ولكن هنالك خلاف بتوزيع الحصص فيتردد حالياً في الأسواق ضرورة خفض كبار المنتجين لمليون ونصف المليون برميل يومياً كروسيا على سبيل المثال بالإضافة إلى مطالبات أخرى بدخول دول منتجة من خارج “أوبك+” كالولايات المتحدة والنرويج لدعم القرار والأسواق في نهاية الأمر، فالولايات المتحدة لا تزال ترغب في إيجاد حل معقول لإعادة الاستقرار لسوق النفط ولكنها لا ترغب في ذات الوقت أن تكون عضواً في أوبك بلس ربما لاعتبارات كثيرة قانونية واقتصادية وسياسية كذلك داخلية، لاسيما أنها الآن تمر بفترة الانتخابات الرئاسية ولن يكون في صالح الإدارة الحالية أن يتم تحويل الأمر إلى تراشق في الانتخابات الأميركية.
وتابع بقوله الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تصدر وتستورد النفط الخام في آن واحد (تصدر بعض الأنواع من الخام التي لا تحتاج إليه وتستورد أنواعاً أخرى تحتاجه) وعليه فربما سيكون التزام أميركا التزاما ضمنيا وذلك عبر شركاتها البترولية وبأي ذريعة كانت بالرغم من تصريحات ترمب أنه لم يطلب منه أحد تخفيض الإنتاج وقد لامس الحقيقة في ذلك، حيث إن أي تخفيض سيكون عبر الشركات الأميركية المعنية سواء كان ذلك ضمنيا أو صراحة، الجميع حالياً يمتلك القناعة التامة بضرورة إعادة استقرار السوق النفطية، والكل مقتنع أن ذلك لن يتم إلا بتقليص الإنتاج وبالتالي تخفيض العرض لإحداث التوازن بين الطلب والعرض، ولكن كل دولة تحاول أن يكون التخفيض الأكبر على الدول الأخرى، وهذا ما نراه في التراشق الإعلامي بين الدول المنتجة.
وأضاف إذا أخذنا في عين الاعتبار تلك المحاور الأساسية في الأيام التي تلت اجتماع أوبك بلس الشهر الماضي والذي لم يفرز عن اتفاق، فإننا نتوقع أن يفرز الاجتماع المقبل عن اتفاق وستكون ملامحه على النحو التالي:
- ضرورة إعادة التوازن في سوق النفط واقتناع الدول المعنية بما فيها أوبك وروسيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة سينتج عنها اتفاق بين الدول المعنية يوم غدٍ الخميس.
- قد يكون الاتفاق بتخفيض مقداره عشرة ملايين برميل يوميا من المستوى الحالي، وذلك وفقا لدراسات السوق النفطية الحالية التي تقدر أن الفائض من المعروض النفطي يقدر بعشرة ملايين برميل يوميا وهو الرقم الذي أكده الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
- النصيب الأكبر من التخفيضات سيكون من السعودية؛ تخفيض مقداره مليون ونصف المليون من مستوى إنتاجها الحالي، روسيا تخفيض مقداره مليون ونصف المليون من مستوى إنتاجها الحالي، الولايات المتحدة (ربما ضمنياً) تخفيض مقداره مليون ونصف المليون من مستوى إنتاجها الحالي، بقية الدول المشاركة من أعضاء أوبك ومن خارجها سيكون تخفيضها بمقدار خمسة ملايين ونصف المليون برميل يوميا.